سياسية

زيارة قوش والسنوسي لتشاد.. مهام الأمن والسياسة

زار أخيراً مساعد رئيس الجمهورية ابراهيم السنوسي ومدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله قوش جمهورية تشاد، وقد أجريا لقاءات مطولة مع الرئيس التشادي إدريس دبي،

تطرقت للعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، كما أنها وبحسب مراقبين للاوضاع تكون قد تطرقت للأوضاع الأمنية وكيفية تطويرها عبر العمل المشترك في ظل وجود القوات العسكرية المشتركة بين البلدين.
واوضحت بعض المصادر تحدثت لـ (المجهر السياسي) أن الرئيس ديبي ثمن متانة العلاقة مع السودان، ووصفها بأنها ذات خصوصية وتتميز بتطور مطَّرد في المجالات كافة، باعتبارها تحظى برعاية خاصة من قبل الرئيسين عمر البشير وإدريس ديبي إتنو، وأشارت المصادر إلى أن ديبي تلقى رسالة شفهية من الرئيس عمر البشير, ويشير متابعون للعلاقات الثنائية بين البلدين إلى أن جمهورية تشاد تمثل عمقاً استراتيجياً للسودان في توغله للداخل الافريقي لما تلعبه من أبعاد استراتيجية وأمنية وسياسية مهمة تتعلق بارتباطات السودان الافريقية وفقاً للأدوار الجليلة التي ظل يقوم بها الرئيس التشادي إدريس دبي في دعم الموقف السوداني إقليمياً. وزادت نفس المصادر ان تشاد لعبت أدواراً كبيرة في الإقليم أو ما يعرف بدول الساحل والصحراء في ما يتعلق بالاضطرابات الامنية والسياسية التي ضربت دول الاقليم أخيراً، الا إن إنجمينا نفسها لم تسلم من تشظيات تلك التعديات الأمنية، ولكن الترابط التشادي وتدخل بعض أصدقاء الحكومة التشادية حال دون الإضرار بالحكومة في تشاد. في وقت حفلت فيه فترة رئاسة ديبي للاتحاد الافريقي باستقرار نوعي شهدته منطقة القرن الإفريقي.

تنسيق المواقف

ورغم أن الواقع الآن قمة في التفاهم والانسجام بين البلدين وأدى إلى التوافق التام في كل المواقف المحلية والاقليمية والدولية، إلا أن هذه العلاقات المتينة بين السودان وتشاد لعبت خلالها الجغرافيا والحدود المشتركة أدواراً كبيرة في كل الجوانب السياسية والاجتماعية وغيرها، الا أن للسياسة حسابات أخرى خاصة إذا توفر عنصر الاضطراب وتعقدت الأزمات. لذلك كله يرى الخبير الأمني الأمين الحسن لـ(الإنتباهة) أن الزيارة الأخيرة لمساعد الرئيس البشير الشيخ ابراهيم السنوسي ومدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبد الله إلى تشاد فيها الكثير من القضايا السياسية والأمنية التي تسعى الحكومة إلى معالجتها عبر هذا الوفد المبعوث من الرئيس البشير، مما يضفي الطابع الأمني والسياسي على الزيارة، خاصة إذا أخذنا مهارات السيد السنوسي الأمنية، مما يؤكد أن الطابع الأمني هو الغالب على الزيارة. وأشار الحسن إلى استضافة الرئيس ديبي قبل أيام وفداً للمعارضة السودانية بحث معه الموقف من الانضمام لعملية السلام، في وقت أكدت فيه وسائل الإعلام أن الوفد ذهب ليبحث عن وساطة ديبي لعملية السلام المأزومة بين طرف المعارضة والحكومة السودانية، عقب تعليق منبر أديس للمنطقتين، سيما أن الأوضاع العاصفة التي ألمت بالحركة الشعبية جعلت المواقف فيها ضبابية بالحجم الذي يجعل بعض قياداتها يبحث عن حاضنة لعمليات الحوار بينه وبين الحكومة في الخرطوم. ليضيف الأمين الحسن قائلاً: لا أشك في أن الزيارة لا تنفك من مقررات اجتماع ديبي بالزعيمين في المعارضة مالك عقار وياسر عرمان عقب انفضاض منبر أديس أبابا، وقال إن الخطوة لها ما بعدها في ظل توتر الأوضاع داخل قطاع الشمال الذي أدت الإنشطارات داخله إلى تفاقم الأوضاع بصورة كبيرة جعلت الكرة الآن في ملعب عبد العزيز الحلو وحده.

هموم أمنية

بيد أن السيد ابراهيم السنوسي أكد خلال المقابلة التي جمعته مع الرئيس التشادي إدريس ديبي، حرص السودان على المضي قدماً بالعلاقات الثنائية بينه وبين تشاد إلى آفاق تخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، وأضاف أن العلاقة مع تشاد ذات خصوصية وتتميز بتطور مطَّرد، وأشاد بالجهد الذي ظلت تبذله القوات المشتركة السودانية التشادية التي تمثل أنموذجاً للتعاون الأمني في الإقليم، مشيراً إلى أن السلام والاستقرار الذي تحقق على طول الحدود المشتركة بين البلدين كان بفضل العمل الكبير الذي تقوم به هذه القوات السودانية التشادية على الحدود بين البلدين. فيما أكد الدكتور السر محمد علي الاكاديمي والمحلل السياسي لـ(الإنتباهة) أن حالة الحدود بين السودان وتشاد تعكس علاقات البلدين، فتكون من حيث الوئام في حالة التعايش السلمي بين القبائل في الحدود، بينما تكون في حالة اضطراب عندما تستعر الأزمات بين الحكومتين باحتضان كل منها معارضة الآخر، في ظل الحالة الرخوة التي تعيشها الحدود في ظل التداخل الكبير بين المكونات السكانية بين البلدين واستعار تلك المناطق بنيران الأزمات السياسية التي تواجهها حكومة كل من البلدين. ووفقاً لهذا الوضع يرى السر أن الزيارة التي قام بها قوش والسنوسي لا تبتعد عن هذا الهم كثيراً، وأنها جاءت لمزيدٍ من التنسيق المشترك وإحكام سد الفجوات التي تتاذى منها كل منهما في الخرطوم وإنجمينا.

صحيفة الانتباهه.