ومن الحب ما سجن!
كان محبّاً لزوجته وراضياً بالحياة معها، رغم اختلاف الثقافة والعادات والتقاليد، عشقها إلى حد الجنون، غافراً لها أخطاءها وزلاتها تجاهه، الأمر الذي تسبب في دخوله في حالة اكتئاب نفسي، جعلته مدمناً على تعاطي المواد المخدرة.
تبدأ القصة، بشاب ذهب للسياحة في إحدى الدول الأجنبية، وهناك تعرف إلى فتاة مقيمة من جنسية عربية، تعمل نادلة في أحد المقاهي، وما إن عرفت أنه مواطن، حتى بدأت بالتودد إليه والتواصل معه، إلى أن وقع في حبها، عارضاً عليها الزواج والسفر معه إلى موطنه للإقامة معه.
ورغم إنجابها لطفلين، لم تستطع الفتاة تحمل ظروف إقامتها في وسط أسرة ملتزمة أخلاقياً ودينياً، في منزل يضم أيضاً حمواها وأشقاء زوجها، فلطالما أشعرها هذا العدد بأنها الحلقة الأضعف بين آخرين، يملك كل منهم القوامة عليها، فهي الزوجة الأجنبية التي ترتدي ملابس لا تتناسب مع عادات وتقاليد الأسرة، وربما كان هذا السبب في إجبارها لزوجها على أن يستأجر لها شقة بعيداً عن أسرته.
ومع مرور الوقت، لاحظ الزوج على زوجته بعض التصرفات الغريبة، التي لا يجب أن تصدر من زوجة وأم، إلى أن نقل له أحد الأشخاص، معلومات تفيد بأن زوجته تقيم علاقات صداقة مع شباب، في الأيام التي يوجد فيها في خارج المدينة لظروف عمله.
في البداية، رفض الزوج الاقتناع أو تصديق المعلومة، إلا أن الأمر ظل موضع شك، حتى تحول الشك إلى يقين، حين اكتشف الزوج أن زوجته أم بناته، موجودة في أحد النوادي الليلية، بصحبة عدد من الشباب، وهو الأمر الذي أثار حميته وغضبة وغيرته كرجل يجد زوجة أم بناته في هذه الصورة المشينة، خاصة في مجتمع له خصوصية في عاداته وتقاليده وأعرافه، ويعتبر أن تجاوز حدود هذه التقاليد والأعراف، جريمة بالنسبة لثقافته، حتى وإن كان الفعل لا يشكل جريمة.
توجه إليها طالباً منها الخروج معه من النادي، وقام بتوصيلها إلى البيت، وما إن وصل حتى أخذ منها هاتفها المتحرك، ففوجئ بوجود صور لشباب على هاتفها، وهو الأمر الذي سكب الزيت على النار، وأشعل نار الغيرة في قلبه.
ورغم ضبطها بالجرم المشهود، عاود محاولته وتوسلاته في محاولة جديدة لإصلاح كيان الأسرة، إلا أن جميع المحاولات قوبلت بالرفض، ليدخل في حالت اكتئاب، جعلته مدمناً على تعاطي المواد المخدرة.
وفي محاولة أخيرة، طلب من زوجته الخروج معه لمحاولة إصلاح شأن الأسرة ومراجعة أفكارها، مؤكداً لها أن هذه التصرفات لا تليق ولا تتناسب مع وضعها، حفاظاً على كرامة زوجها وسمعتها وسمعة بناتها.
فوافقت، وخرجت معه، وخياله يصور له أشياء تصيب أي رجل في مقتل بجرح في كرامته وكبريائه، توجه مع الزوجة إلى أحد الأماكن الصحراوية، لمناقشتها في ما تسلكه من سلوك مشين، وأنه يجب عليها أن تحترم زوجها وتحترم أولادها، إلا أنها قامت بردة فعل أفقدته عقله، عندما أخبرته بأنها على علاقة بشخص آخر، وأنها لا ترغب في تربية بناتها.
وقتها، حدث صدام بينه وبين زوجته، تفوه وقال لها أموراً وهو خارج نطاق السيطرة على تصرفاته، تكلم معها بلسان الرجل الجريح في كرامته وشرفه.
وخوفاً على ضياعها منه، عاد ليعتذر منها عن تصرفه، متعللاً لها بأنه فقد السيطرة على نفسه، لوقوعه تحت تأثير المواد المخدرة، التي عكف على تناولها منذ أن علم بخيانتها له، طالباً منها الحفاظ على كيان الأسرة التي أسساها سوياً.
توسلات الزوج استمرت لنحو ساعتين، وبعد أن تبين له أن جميع محاولاته قد باءت بالفشل، ولا جدوى من الحديث معها، طلب منها الصعود إلى السيارة، وقام بإعدتها إلى منزلها.
الفتاة ما إن عادت إلى المنزل، حتى بدأت في التخطيط للتخلص من زوجها، ولعلمها بأنه يتعاطى المواد المخدرة، توجهت إلى مركز الشرطة، وتقدمت ببلاغ تتهم زوجها بخطفها وتعريض حياتها للخطر، بمنعها عن المأكل والمشرب، مشيرة إلى أنه قام بارتكاب جريمة وهو تحت تأثير المواد المخدرة، لتقوم الجهات الأمنية بضبط المتهم، وبإجراء الفحص الطبي، تبين تعاطيه للمواد المخدرة، وتحيله إلى المحكمة بتهمة التعاطي، وتعريض حياة الفتاة للخطر.
صحيفة البيان