تصنيف الفيفا : خدعة أم واقع ؟
غالبا لا تعترف كرة القدم بلغة الارقام والاحصائيات ، إذ لا يعني أن ألمانيا ستضمن الاحتفاظ بالمونديال فقط لأنها المصنفة أولى في تصنيف الفيفا ، ففي كأس العالم 2002 ، دخلت الارجنتين وفرنسا بترشيحات قوية لإحراز اللقب ، ليخرج المنتخبان من الدور الأول آنذاك.
مجموعة مصر والسعودية الأسهل
بحسب تصنيف الفيفا التي بنيت عليها قرعة المونديال وكل مسابقات الفيفا بشكل عام ، يتبين أن المجموعة الأولى هي الأضعف ، حيث أن أقوى منتخب فيها يحتل المركز 17 وهو أوروغواي ، كما تضم أقل منتخبين تصنيفا في البطولة وهما روسيا ال66 والسعودية ال67 ، كما أن المنتخب المصري لا يملك تصنيفا مرتفعا (46)
فرنسا في أصعب مجموعة ؟!
بعد نهاية القرعة قبل أشهر ، اعتبر الكثيرون أن مجموعة الأرجنتين تعتبر من الأقوى منطقيا ، حيث تضم ايسلندا المصنفة 22 والتي فرضت نفسها بعد أدائها المميز في يورو 2016 ، وكرواتيا الغنية عن التعريف ونجومها المنتشرين في أفضل أندية أوروبا بالاضافة الى نيجيريا المنتخب الافريقي القوي ، إلا أن التصنيف يقول أن المجموعتين الثالثة والخامسة هما الأقوى.
المجموعة الثالثة هي الوحيدة التي تضم 3 منتخبات من بين أول 12 منتخبا في تصنيف الفيفا ، وهي فرنسا (7) وبيرو (11) والدنمارك (12) ، إضافة الى أستراليا (40) .
أما المجموعة الخامسة التي تضم البرازيل (2) وسويسرا (6) وكوستاريكا (25) وصربيا (35) ، فالمنتخب الأضعف فيها من حيث التصنيف وهو الصربي ، لديه مركزا أعلى من منتخب واحد على الأقل في كل مجموعة من المجموعات الأخرى ( أفضل من مصر والسعودية وروسيا في الاولى ، وايران والمغرب في الثانية ، وأستراليا في الثالثة ونيجيريا في الرابعة ، وكوريا الجنوبية في السادسة وبنما في السابعة واليابان في الثامنة )
المجموعة السابعة على الرغم من وصفها بمجموعة سهلة ، فهي بلغة الأرقام من أصعب المجموعات أيضا حيث تضم 3 منتخبات بين أول 14 منتخبا في التصنيف وهي بلجيكا (3) وانكلترا (13) وتونس (14) بالاضافة الى بنما ال55.
كل هذه الارقام تدل على أن التصنيف أحيانا يدل على قوة المنتخب ومكانته العالمية فعلا ، كألمانيا الاولى والبرازيل الثانية حيث يجمع النقاد على أنهما فعلا الأفضل في هذا المرحلة وبالتالي ينطبق عليهما التصنيف ، إلا أن هذا الأخير في جوانب أخرى لا يشكل مؤشرا حقيقا على قوة المنتخبات ، فمنتخب سويسرا السادس يتفوق على حاليا من خلال التصنيف على فرنسا واسبانيا وانكلترا وغيرها ، وتونس تتقدم على كولومبيا واوروغواي وكرواتيا وهولندا وايطاليا ..
أيضا منتخبنا اللبناني (82) مثلا ، يتقدم ب19 مركزا على قطر (101 ) وهما سيتواجهان في كأس آسيا المقبلة ، فهل هذا يعني أن لبنان مرشح بقوة لتخطي العنابي كما يشير التصنيف؟
قطعا لا ، إذا أن الحظوظ متكافئة لا بل على العكس تصب الترشيحات في مصلحة القطريين الذين يلعبون وديات على أعلى مستوى ويملكون أحد أقوى دوريات آسيا ، ولديهم فريقين ( السد والدحيل ) في نصف نهائي أندية غرب آسيا ضمن مسابقة دوري أبطال آسيا .
إذا ، تصنيف الفيفا مرآة للواقع الكروي أحيانا ، وخدعة كبيرة لا تعكس الصورة كما هي في الحين الآخر.
صحيفة الجديد