“مشردة” تملك أعلى الشركات دخلا في بريطانيا
هذه قصة امرأة تحولت من تائهة في الشوارع ومشردة إلى مليونيرة، تقدر ثروتها بـ 157 مليون جنيه إسترليني، إنها ” #بيني_ستريتر”، البالغة من العمر 50 عاماً، وحيث بدأت الرحلة قبل 25 سنة.
وقتها كانت المرأة التي عملت في مجال التجميل، عازبة ومفلسة، تعيش في مسكن مخصص للمشردين، بعد أن تراكمت عليها الديون – 20 ألف جنيه إسترليني – بفعل فشلها في عملها، يضاف لذلك زواجها الفاشل أيضا.
أما اليوم فإن بيني تترأس إمبراطورية أعمال تقدر بقيمة 157 مليون جنيه إسترليني، وفي الأسبوع الماضي انضمت إلى الشركات ذات الدخل الأعلى في #بريطانيا في قائمة “صنداي تايمز ريتش”.
وتقول المرأة التي هي أم لأربعة أطفال مازحة: “لا يزال الأمر سيئاً أن أرى اسمي هناك”.
وتضيف: “اعتدت النظر إلى مثل هذه القوائم وأنا أتمنى أن أكون ضمنها، وعندما تكون في البداية لا تعتقد أنك ستصل إليها”.
ورغم أن حياتها تبدلت في المظهر والزي الأنيق وكل شيء تقريباً، إلا أن الخوف من الفشل الذي يسكنها، يجعلها تعمل بجدية أكبر.
وفي كل مرة تنطلق بيني بسيارتها ماركة “فورد موستانج” التي تبلغ قيمتها 30000 جنيه إسترليني، فهي تتذكر سيارة “فيات باندا” الصغيرة التي اضطرت لبيعها عندما فشلت في مجال الأعمال في عام 1989.
كل ذلك لا يحررها من المخاوف التي تنتابها من مرة لأخرى، وهي تتذكر أيام الفقر، شيء ما يجعلها تشعر بالحذر أن تسوء الأمور ذات يوم.
ذكريات سيئة
من ضمن ذكرياتها القديمة السيئة زواجها من دوجلاس ستريتر، وهي في سن الـ 19، وهو مدرب قيادة، وقد انهار الزواج بعد سبع سنوات وتركها بلا مأوى.
وترتب على ذلك فشل في الحياة واضطرت لطلب المساعدة من الحكومة، وهي حامل بطفلها الثالث.
ومن ثم انتهت بها الحال في سكن مؤقت للمشردين بجنوب لندن.
وقد ساعدتها أمها على ترتيب أمر السكن، وشراء بعض الأغراض التي تماشي بها الأمور لحين انفراج الحال.
وتقول: “كان لدي طفولة رائعة ولم أرد للتجربة أن تأتي سيئة لأطفالي، ولم يكن لي من خيار سوى البحث المستمر لأجل تحسين الحال”.
شركتها وممتلكاتها
اليوم، يعمل مع بيني، بين 500 و600 موظف، ويتمثل نشاطها الرئيسي في مجموعة A24 وهي شركة توظيف طبي توفر موظفين في مجال الرعاية الصحية، لكنها تتفرع أيضاً في مجال الضيافة والتطوير العقاري.
وهي تقسم وقتها بين المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا. وعام 2004 تم نقل مقر الشركة الرئيسي إلى جنوب إفريقيا.
وتمتلك بيني الآن حقلاً للعنب في جنوب إفريقيا، وأربعة مطاعم وفندق على طريق غاردن كيب الغربية.
وفي بريطانيا تملك نادي الغولف “مانكنث هيث” الذي تبلغ مساحته 400 فدان ومنتجعاً في غرب ساسكس، حيث تقوم بإنشاء كرم لإنتاج الخمور الإنجليزية.
وفي يوليو من هذا العام، تعتزم إعادة فتح حدائق ليوناردسبلي المدرجة التي تبلغ مساحتها 200 فدان ومزرعة بالقرب من هورشام اشترتها العام الماضي، مع متحف للدمى يعود إلى القرن الثامن عشر تم تجديده.
هوس بالعمل
تقول إن الناس دائما ما يقولون لها لماذا لا تسترخين وتذهبين إلى الشاطئ؟
وهي تعيش الآن مع زوجها الثاني نيك ريا، البالغ من العمر 63 عاماً، الذي يعمل أيضا في مجال الأعمال والتجارة، وهو والد ابنتها الصغيرة والطفل الرابع، تيلي (17 عاماً).
لكنها تجيب بأنها مهووسة بالعمل حتى في نهاية الأسبوع.
وتضيف: “أحمل معي هاتفي والكمبيوتر المحمول ولا أغلقهما أبداً.. وأفكر ربما سأجن لهذا السبب. ربما خوفي من أن تسوء الأمور.. وأنا أتذكر أنه لم يكن معي من شيء”.
وتؤكد أن “العمل أهم شيء لي. وأبنائي يقولون لي إنه طفلك الأول”.
زوجها الأول موظف معها
ورغم صدمة طلاقها من زوجها السابق دوغلاس، إلا أنه يعمل معها في الشركة، كمدير مرافق في مزارع الكروم.
وتقول عنه إنه بقي ملتزماً باتجاه أولاده رغم كل شيء، وظل شخصاً ودوداً، وعندما انتقلوا لجنوب إفريقيا سافر معهم لكي يكون بجانب أولاده.
وهي ترى أن أسلوب حياتها المخصص أغلبه للعمل سوف ينعكس على أبنائها في نسج حياتهم في المستقبل.
البدايات والاجتهاد
أنشأت بيني عملها الأول في سن الـ 22 مع والدتها وزميل لها، بعد أن اقترضا مبلغ 8 آلاف جنيه إسترليني، ورغم أن البدايات كانت جيدة إلا أن الأوضاع لم تكن على ما يرام.
ومن ثم تم إطلاق عمل آخر بعد فشل الأول، عبارة عن نادي عشاء لمواعدات العزاب، وأيضا كان مصيره الفشل بسبب تراكم الديون وإيجار المسكن.
واضطرت جراء ذلك أن تقرر السفر إلى جنوب إفريقيا، حيث إن طفولتها كانت قريبة من هناك في زيمبابوي التي ولدت بها، وحيث كان والدها يعمل في الشرطة الإنجليزية.
وبدأت بيني هناك تعمل مع أختها الكبرى، التي كانت تملك مطعما وملهى في جوهانسبرغ، لكنها عادت مرة أخرى لبريطانيا بفعل تزايد العنف في المدينة الجنوب إفريقية.
ورغم أنه عرضت عليها وظيفتان إلا أنها كانت تفكر في عمل خاص بها، وهذا جعلها في غياب التمويل البنكي تنشئ ديسكو متجولا، يقوم بحفلات في نهاية الأسبوع.
القفزة مع “الطموح”!
ومن ثم أسست شركة للتوظيف وكان مكتبها غرفة صغيرة قدمته لها صديقة قديمة في جراج لبيع السيارات لزوجها، وهناك بدأت عملها في توفير الموظفين لشركات الصحة، وهو المجال الذي حقق لها نفسها ونجاحها.
وما ساعدها أن والدتها كانت قد تولت رعاية الأطفال، في حين تفرغت هي للعمل.
وأطلقت على الشركة التي تدرب وتوفر موظفي القطاع الصحي اسم “”أمبيديشن” أي طموح، لتصبح في غضون سنين من الشركات الطامحة فعلًا في بريطانيا والأسرع نمواً في مجالها.
وظلت بيني تعمل طوال اليوم، وكان أطفالها يسمعون اسم الشركة يتردد في الهاتف وهي ترد على الزبائن بالمنزل، ولم يكن العمل ينتهي الخامسة مساء في أي ظرف كان.
وفي عام 2006 كلل هذا الجهد بحصولها على وسام الإمبراطورية البريطانية من الملكة.
العربية
تجربة تستحق نشرها
طبعا ما في أي شخص علق علي الموضوع او ابدي راي خصوصا السودانيين ومناقشة هذا الموضوع والاستفادة من هذه التجربة وتطبيقها ، ومجابهة كل الصعاب والتحديات التي تواجهنا.