أبرز العناوينرأي ومقالات

لينا يعقوب: غرد كأنك ترمب !

مع بدء كل نشرة رئيسية؛ هناك تغريدة لترَمب..!
لا يكل ولا يمل.. لا يهدأ أو يتريث، قبل أن يستقي المعلومات أو يتأكد منها يُغرد!

كثافة إعلامية ومواقف متقلبة عبر مؤتمرات صحفية وحوارات انتقائية وتغريدات يومية أتحفنا بها رئيس أعظم دولة في العالم من بدء أزمة الكاتب الصحفي – عليه الرحمة – جمال خاشقجي.
عادةً لا تعلو المصالح المادية والمالية للسياسيين والرؤساء فوق المبادئ والشعارات المرفوعة، لكن ترمب الذي تقلد المنصب يعمل “بمكنة بيزنيس مان”، وظهرت الفوارق منذ وقت مبكر بينه وسلفه السابق باراك أوباما في كل شيء.
في الآونة الأخيرة تصاعدت الأشياء واتضحت بصورة مدهشة.

حملة النقد التي انهالت على رئيس الوزراء معتز موسى في وقتٍ سابق بسبب تغريداته المتفائلة من ناحية والمتعلقة بتفاصيل ليست ذات قيمة وأهمية من ناحية أخرى، تناست وتجاهلت أن هناك رؤساء كباراً على شاكلة ترمب، مزدوجي الشخصية، يتاجرون بالمواقف السياسية بلا خجل أو مواربة.

في مرة يقول إن السعودية حليف استراتيجي ولن تتسبب قضية خاشقجي في هز الحلف الثنائي، وفي أخرى يشير إلى اعتماد عقوبات على المملكة قد يشارك فيها الكونغرس.

التقلب الذي عاشه الرئيس، ما هو إلا محاولة لإرضاء الداخل الإعلامي الأمريكي تارة والحلفاء الاستراتيجيين في الخارج تارةً أخرى.
الأزمة أن ترمب، أصبحت بيده كل السلطات التنفيذية، لا يهتم بأي نوع من المؤسسية، ويظهر ذلك في استقالات المسؤولين رفيعي المستوى، والتصريحات السالبة من مختلف أعضاء حكومته وحتى بعض أعضاء حزبه.

إحدى وسائل الإعلام الأمريكية وصفت ترمب قبل أشهر بأنه طفلٌ في السبعين من عمره، وتساءلت إن كانت الجهات تأخذ تصريحاته حرفياً وجدياً أم تعتبرها مجرد استهلاك إعلامي.
سيظل الرجل يلعب على الحبال في كل الأوقات إلى الثانية الأخيرة.
مساء أمس قال: “لا نستطيع إلغاء صفقات السلاح مع ‎الرياض لكن هناك أمور أخرى يمكن فعلها منها العقوبات”!
التناقض ولغة المصالح واضحة بلا استحياء.

يبدو صعباً التكهن بما يريده الرجل ويسعى في الحقيقة إليه، فقد أبعد أدوار مؤسسات أخرى بتصريحاته المُكثفة ومنح المتحدث باسم البيت الأبيض إجازة مفتوحة، لحين الانتهاء من الأزمة الماثلة.

البعض يستمتع بتغريدات ترمب التي تحمل تقلباً وتطرفاً في الحديث والتوجهات والسلوك، فبعد أن شعر الرجل بقدرته المطلقة على فعل أي شيء دون مساءلة، ها هو أصبح مثل البيت القائل “إذا الريح مالت مال حيث تميل”.

بقلم
لينا يعقوب

‫3 تعليقات

  1. وانت ايش فرقك من المغردين وفرحانة بصورتك دون واعز ديني تنشري صورك اتقي الله في نفسك