منوعات

بالصورة .. اعتصام الخرطوم .. محكمة لمقتنيات “أعداء الثورة”

أسفل لوحة تحمل أحد هتافات أيقونة الثورة السودانية، وسط ساحة الاعتصام أمام مقر قيادة القوات المسلحة بالخرطوم، اختار المحتجون، نصب محكمتهم الخاصة لمحاسبة من اعتبروهم “أعداء الثورة”.

المحتجون علقوا بأحبال تتدلى من اللوحة، مقتنيات ممن تم القبض عليهم وهم يحاولون إجهاض الحراك المستمر منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي ووصل ذروته إلى اعتصام أبريل/نيسان الجاري.

وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نشروا في التاسع من الشهر الجاري (قبل عزل الرئيس عمر البشير بيومين)، شريط فيديو يُظهر اعتقال قناص كان يطلق الرصاص على المعتصمين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم.

وقبلها بيوم، تحدث شهود عيان عن محاولة قوات أمن وملثمين فض الاعتصام بإطلاق الغاز المسيل للدموع تجاه المعتصمين، قبل تدخل الجيش السوداني الذي حال دون ذلك.

وبعد تلك الأيام، علّق المعتصمون اليوم مقتنيات تابعة لمن خاصم مطالب الشعوب وحاول بث الفرقة في صفوف أبنائها، ولسان حالهم يقول: “هنا سيشنقكم التاريخ وستعدمكم الشعوب”.

مقتنيات تعددت ما بين ملابس، وأحذية، وخوذات رأس (قبعة مصنوعة من المعدن أو أي مادة قوية مصممة لحماية الرأس)، وأحزمة، تم ربطها جميعا بأحبال تدلت من لوحة شاهقة الارتفاع لأيقونة الثورة السودانية آلاء صلاح.

واشتهرت آلاء صالح، بعدما نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو يُظهرها وهي تعتلي ظهر سيارة مرتدية ثوبا سودانيا أبيض اللون، وتقوم بتحفيز الحشود المحيطة بها، مرددين وراءها الشعارات الثورية.

وكانت آلاء تردد على مسامع الموجودين من المعتصمين أمام مقر قيادة الجيش، هتافات تطالب بتغيير نظام الرئيس عمر البشير، وتردد جملة “حبوبتي كنداكة” إلى أن أُطلق عليها هذا اللقب.

وتأكيدا لشريط الفيديو الذي تداوله ناشطون لإلقاء القبض على معارضين للثورة، قال مصطفى محمد، أحد المعتصمين لـ”العين الإخبارية”، إنه “في يوم ٧ و٨ أبريل كانت هنا أعداد كبيرة من المحتجين تنادي بالسلمية، وفجأة اقتحمت بعض المليشيات المكان وقامت بإطلاق البمبان (لفظ محلي لقنابل الغاز المسيل للدموع)، والرصاص الحي”.

ويضيف محمد: “بعد عمليات كر وفر، تم اعتقال هذه المليشيات بواسطة الجيش والمعتصمين، وتم تجريدهم من كل شيء، واليوم نرى مقتنياتهم معلقة هنا حتى يبقوا عبرة لكل من يحاول أن يتجرأ على معاداة الثورة”.

ويرى معتصم آخر في المكان التقته “العين الإخبارية” أثناء جولتها هناك أن وجود هذه المقتنيات بهذا الشكل يوضح “بسالة الشعب السوداني الذي كافح طيلة أربعة أشهر من الاحتجاجات، حتى وصل إلى اعتصام اليوم، وصمد رغم تعرضه للبمبان والرصاص الحي”.

بلا كلمات ولا شعارات، وكشاهد، تقف لوحة “الكنداكة” وأسفلها تلك المقتنيات، اليوم، محملة بشحنة الغضب من المسيئين لحراك الشعب.

مشهدٌ تكفل بترديد مقطوعات الثورة وحده، وصنع نوتاته الغاضبة بلا ضجيج ولا صخب، وكأنه اكتفى بمجلد صامت لكن العبرة تبقى في رمزيته.

وللأسبوع الثالث على التوالي، يتوافد المحتجون السودانيون على ساحة أمام مقر قيادة الجيش، وسط العاصمة، لمطالبة المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق عمر البشير بتسليم السلطة للمدنيين.

ويشكل الاعتصام الذي بدأ في السادس من الشهر الجاري، ذروة ١٦ أسبوعا من الاحتجاجات التي اندلعت بسبب الأزمة الاقتصادية، ما أدى إلى عزل البشير وإلقاء القبض عليه بعد ٣٠ سنة في الحكم.

113 124550 gallows enemies symbolic courtyard khartoum 2

بوابة العين الاخبارية