المسلمون في أفريقيا الوسطى
وصور صادمة تاتينا من أفريقيا الوسطى لمسلمين ينكل بهم أشد التنكيل، ولا نسمع شجباً ولا إدانة ولا تعاطفاً، لكأن الجسد الواحد فقد الإحساس بأطرافه، فأصبح لا يشتكي ولا يسهر.
ففي الوقت الذي يتلهى فيه المسلمون بالقديس فلنتاين يموت العشرات ويهجر الآلاف من بيوتهم لأجل إسلامهم.
لعلنا نعيش في أسوأ العصور التي عاشها الإسلام. حين أصبحنا دويلات تتشرزم وتتآكل من الداخل، وأصبحت تعاليم الإسلام عندنا عادة لا عبادة، حتى أصبح الصدق والأمانة كما في فيديو الراعي فرحة لبلد لا للإسلام؟
من شاهد الصور الآتية من بانغي وما جاورها سيقعشرّ جلده لما يري من إنسان لا يختلف عن كلب عقور أمام عصي شباب يتلهى، أو عصفور مسكين وقع في قبضة اطفال مشاغبين.
هنا عرمان
وأصبح عرمان مثل إذاعة السودان قبل ثورة الاتصالات عندما كانت تسرح وتمرح وحيدة.
عرمان الذي يقود الآن وفد قطاع الشمال في مفاوضاته مع الحكومة في أديس أبابا، ليضع السودانيون أياديهم في قلوبهم مما قد يجره إليهم الرجل الذي يلبس عباءة البصيرة أم حمد ويستعير رأسها. وهي من نصحت بذبح الثور لما علق رأسه في البرمة.
فلما وجدوا أن الراس لا زال داخلها أشارت أن تكسر البرمة!
لقد أشار عرمان بانفصال الجنوب.
وها هو سيشير بكسر البرمة مع تخوّف صادق من أن ينضم عرمان إلى جبهة الشرق وإلى إحدى الحركات المسلحة في دارفور
قبل أن يعود إلى أهله في الشمال ويطالب بانفصاله
لعل عرمان يحب السلطة (الخضار). ويريد أن يصبح السودان كذلك.
أبو قرون
والفتاوى أنبتت قروناً لما أصبحت تأتي من أبو قرون النيل وأبو قرون عضو هيئة علماء السودان
الأول يتحدث عن تفسير غريب، والثاني ينتقد كل ما تقع عليه عيناه.
وما بين عمامتين سوداء وبيضاء يمر النهار وينجلي الليل ونحن ننتظر الفتاوى كما ينتظر الجائعون الفتة في أطراف كنتين ومطعم.
أبوقرون يتحدث عن أن الفن حلال ويغني الفنانون كلماته وأبو قرون الآخر يفتي بحرمة الفن ويتلقى الفنانون لكماته، ويقسم المتفرج نفسه نصفين: نصفاً تنقر أصابعه على التربيزة منتشيا بالموسيقى والنصف الآخر تمسك أصابعه المسبحة يستغفر.
وهو في انفصامه ذاك يجد من ينهره (السبحة بدعة والمزامير حرام).
ويعترينا شيء مثل بادرة العطاس
[/JUSTIFY]هتش – صحيفة اليوم التالي