الإغلاق والأخلاق
كشفت شعبة مكاتب الاستخدام الخارجي عن إغلاقها 12 مكتباً وهمياً يعمل في تقديم تأشيرات وهمية، ولعل هذا الخبر صادف أني تحصلت على وثائق من أفراد تبددت ادخاراتهم وأحلامهم في السفر بعد أن (لهفت) وكالة أموالهم.. وفي ذات الصفحات من الصحف والشريط الأخباري من القنوات يلتقط السمع من الإذاعات خبر إغلاق ثلاث مستشفيات خاصة لعدم جاهزيتها للعمل خلال اليوم كله وعدم اكتمال الأقسام من غرف عناية وأشعة ومعامل فحص.
ثم إذا تمعنت النظر والإصغاء ستجد خبراً عن إضراب العاملين بمستشفى الفاشر فإذا لم تبلع ريقك سيجففه خبر القبض على بياطرة حاولوا تهريب الإناث بتاعة الناس بتأشيرة خراف.
كل هذه الأخبار ستواجهك في صباح واحد مع حق المدارس ومصروف اليوم وتربص بتاع الإيجار، ويبقي مطلوب منك أن تتفاعل مع الإعلانات لتداوي الصلع وترضى بأكل القرع.
أما إذا جئت للأخبار الكبار من قبيل فاوض وأجندة وتحالف وإعادة هيكلة فسوف (تطش) كقنوات السودان لما وقعت في منطقة التشويش، وهي عايزة تعيش لا همها أولية ولا تخاف من الطيش.
وما بين إغلاق وإغلاق انبعثت من الركام إحدى مكارم الأخلاق فأصبح راعينا الأمين هو مرشحنا في الانتخابات القادمة لدائرتنا وتلك أقصى أمانينا.
لا يأخذ مال الفقراء والأيتام والأرامل لأن الله يراه، ولأنه يخاف (الشبير).. أيها الراعي تعال لتترشح في أي دائرة تريد ولا أضمن لك الفوز.
قد تسقط لأنك ما ملحلح.. ما موالي.. ما مثقف.. ما دي الحقيقة.
لقد أغلقت مشافٍ، وفتحت منافٍ، لما أصبح الصبح على قادر ومؤتمن ومتعلم وهو لا يجد وظيفة ولا لقمة نظيفة ولا يسوى تعريفة.
إن إغلاق مكاتب وهمية ومشافٍ ناقصة يعني أن نقصاً مريعاً في الرقابة حاصل، وإن كانت الرقابة هي من فعل ذلك
الطريق مغلق للصيانة.
المحل مغلق للصلاة.
المستشفى مغلق لتوفيق الأوضاع
ومن يتحمل ضياع من تفاقم عليهم المرض أو ماتوا لأن كسراً تم تجبيصه (أعوج) أو متقيح.
ومع ذلك سيعجب الناس من صبرنا لأننا لم نمد جراحنا.
كما كان في قصة الشجاع والجبان الذين أدخلا على بصير، فصرخ الشجاع بالألم، وبكى من الوجع.. لكن الجبان كان يبتسم. فلما سألوه قال لهم: هو أنا عوير أمد ليهو كراعي المكسورة؟
…
دع الإغلاق وابدأ الحياة
[/JUSTIFY]هتش – صحيفة اليوم التالي