سياسية

البرهان الإجابة على أسئلة ما بعد لقاء نتنياهو..

مدعوماً ببيان قوات الشعب المسلحة الذي أكد على تأمينهم على كل ما جاء من مخرجات لاجتماع القائد الأعلى لهم ورئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو في مدينة عنتيبي بيوغندا، وبهدوء وترتيب جلس رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من أجل الإجابة على أسئلة رؤساء تحرير الصحف وقيادات الأجهزة الإعلامية والقنوات، وبالطبع كشف النقاب عن كواليس لقائه مع بنيامين نتنياهو في يوغندا، وقبل أن يغادر المنصة داخل القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة كان الرجل يستخدم عبارة أهل الجيش قائلاً (أي سؤال)، فيما يلي ترصد “اليوم التالي” أبرز ما جاء في مؤتمر رئيس مجلس السيادة العائد من لقاء رئيس وزراء اسرائيل

حمدوك عارف
عقب لقاء عنتيبي ثار جدل كثيف في البلاد حول أن خطوة الزيارة لم تكن بعلم مكونات في الحكومة الانتقالية، وأن رئيس مجلس السيادة اتخذ القرار بشكل منفرد وهو الأمر الذي لم ينفه بشكل كامل، حيث أعلن أن اللقاء تم بمبادرة شخصية منه، مبادرة هدفها الرئيسي تحقيق تطلعات السودانيين في الحياة الكريمة والمحافظة على الأمن القومي للبلاد، وكشف رئيس مجلس السيادة بأن الزيارة واللقاء تم بعلم رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، حيث قال إنه أخبره قبلها بيومين من دون تفاصيل، وقال إنه قد رحب بالخطوة، وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة قد أصدر بياناً قال فيه إن اللقاء تم دون معرفة مجلس الوزراء، بينما أشارت في الوقت نفسه مجموعة من المصادر قد أكدت على أن رئيس الوزراء وآخرين على علم بالخطوة.

بترتيب أمريكي
في كشفه عن كواليس الزيارة، قال رئيس مجلس السيادة إن الترتيبات لعقده قد بدأت قبل ثلاثة أشهر من خلال اتصالات جمعت بينه ورئيس الوزراء الاسرائيلي، وأن هذا الأمر تم عبر رعاية ودور ملموس للولايات المتحدة الأمريكية، بالنسبة للبرهان اللقاء لم يتم عبر أي جهة أو دول بعينها وإنما بمبادرة أفراد، كاشفاً عن اشتراطه قبيل اللقاء ولأربعة ساعات تقديم ضمانات أن يكون لقاءه بنتياهو لفائدة السودان، وأضاف: هذا ما دفع وزير الخارجية الأمريكي للاتصال وتقديم ضمانات بأن اللقاء سيكون لمصلحة السودان وشعبه.

وشدد البرهان على أن الغرض هو الاستفادة وتحقيق اختراق ليعود السودان لمكانه الطبيعي في العالم، وأوضح أن الهدف من اللقاء مع نتنياهو هو “رفع اسم السودان عن قائمة الإرهاب وأضاف : “دعوتي لزيارة واشنطن واللقاء مع نتنياهو مرتبطان ببعضهما”.

لا يرفضون التطبيع
وكشف عبد الفتاح عن أن قوى الحرية والتغيير ومجلس الوزراء أعربوا في الاجتماع المشترك عن مفاجأتهم، واستدرك: لكنهم موافقون من حيث المبدأ على الزيارة ونتائجها من خلال النقاش العام، وأضاف: أوضحت لهم أن الغرض من اللقاء كسر الجمود أما الدخول في تطوير العلاقة والاتفاقات التي تعبر عن المصالح المشتركة متروك للجهاز التنفيذي. منوهاً إلى أن البيان المشترك كتبه مجلس الوزراء ويعبر عن موافقة المجلسين إلا أصوات أفراد، وأضاف: نعلم أن هناك قوى سياسية نظرت للموضوع ببعد أيديولوجي في حين نحن نتحدث عن مصلحة السودان وشعبه، ويشير البرهان إلى نقطة رئيسية مفادها أن الشعارات ليس بإمكانها بناء الأوطان ولا توفير المتطلبات الرئيسية للشعوب مما يعني أن انتهاج طريق تحقيق المصالح هو المطلوب ويردف أن القوة الرافضة لا ترفض ذلك مبداً وإنما تخاف مترتباته على مستوي الشارع.

الفواتير الباهظة
علق البرهان على تصريحات السلطة الفلسطينية وانتقاداتها، بأن السودان ليس لديه نزاع حدودي مع اسرائيل وكل الدول لها علاقات معها بمستويات مختلفة وحتى السلطة الفلسطينية لها اتفاقات ومعاهدات، وأضاف: نحن مؤمنون بالحق الفلسطيني وكل الاتفاقات من أجل الدولة الفلسطينية، واستدرك: لكن ظللنا ندفع فاتورة العداء مع اسرائيل بمفردنا ولم يقدم لنا العالم أي شيء وظللنا كسودانيين ندفع فاتورة الموقف، وآن الآوان الذي يجب فيه أن ننظر إلى مصالحنا، مؤكداً على أنهم سيمضون في اتجاه من شأنه أن يحقق مصالح الشعب السوداني ويحافظ على مكتسباته، مضيفاً أن هذا الأمر لا يعني أنه سيمضي في هذا الطريق وحده وإنما سيكون ذلك وفقاً لترتيبات الوثيقة وأنه سيتم تكوين لجنة للنظر في مكاسب ومضار التطبيع على السودان من أجل حسم القضية.

لم نناقش صفقة القرن
وكشف رئيس المجلس السيادي الانتقالي عن الإتفاق على أن يكون اللقاء سري، وأنه اشترط على موسيفيني ونتنياهو عدم تسريب اللقاء والإعلان عنه إلا بعد تحقق الفائدة المرجوة، وأضاف: إلا أن الأمريكان هم من سربوا ذلك، ونحن لسنا خجلين بل مؤمنين بخطوتنا، ونعتبر أن أي (نفاج) مع العالم سنذهب إليه، ونفى البرهان أن تكون زيارته ليوغندا ولقائه بنتنياهو تجاوزاً أو خرقاً للوثيقة الدستورية، وأضاف: قدمناه كتفاهم رئاسي لمجلس الوزراء لإتخاذ خطواته، وبهذا لم يحدث تغول وهو ذات الأمر الذي دفع به نحو التأكيد على أنهم في القوات المسلحة لا يرغبون في الحكم، وأنهم في كامل استعدادهم لتسليمه لمن ينتخبه الشعب حتى قبل اكتمال الفترة الانتقالية. وأكمل البرهان أن الشعب السوداني سيجني نتائج اللقاء قريباً، وأشار البرهان إلى أنه “تم تجاوز الخلافات مع مجلس الوزراء، وملف العلاقات مع إسرائيل بيد الجهاز التنفيذي، وستشكل لجنة للنظر فيه، مؤكداً على أنهم وافقوا على عبور الطائرات الاسرائيلية الأجواء السودانية، مع استثناء لشركة الطيران الحكومي، مشدداً على أن اللقاء لم يتطرق لصفقة القرن حاسماً الموقف السوداني الداعم للقضية الفلسطينية.

اليوم التالي