هل يكبحه لقاء البرهان- نتنياهو؟ .. المدرعات والطيران طموح حميدتي لبسط نفوذه السياسي
حتما لن يكون سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني في ضاحية الشجرة جنوبي الخرطوم لوحده حال نجاح الجهود الحثيثة لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي في تكوين وحدة للمدرعات والدبابات تقربه من توازن القوى مع الجيش.
وحظي الإعلان الذي بثته قوات الدعم السريع على صفحتها الرسمية في فيسبوك لإعادة تجنيد أفراد في وحدة المدرعات التابعة لها بإثارة الانتباه، ويكفي أن نحو 1600 شخص علقوا على الحالة.
ويمنح تعزيز قوات حميدتي على الأرض الرجل الطموح مزايا جديدة تساعده في تمدد نفوذه السياسي والمالي المتنامي بشدة والمرتبط بمحاور إقليمية تشمل الإمارات والسعودية وليبيا حفتر، وذلك منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019.
واشتهرت قوات الدعم السريع منذ إنشائها عام 2013 باستخدام سيارات الدفع الرباعي لشركة تويوتا اليابانية المعروفة محليا بـ”التاتشر”، مما أكسبها تفوقا على الجيش الحكومي في الحرب ضد الحركات المسلحة بدارفور.
لقاء عنتيبي
ورغم حالة التململ وسط الجيش من نفوذ حميدتي وانتشار قواته في الخرطوم وشرق السودان حيث الموانئ على البحر الأحمر فإنه يبدو أن ثمة تحالفات قديمة مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان والإمارات تبقي على حظوظ حميدتي.
وكبحت حادثة فض الاعتصام وما تلاها من أحداث مثل مليونية 30 يونيو/حزيران 2019 لقوى الثورة نفوذ الرجل الذي سعى عبر شركة علاقات عامة كندية للحصول على مداخل مع روسيا والولايات المتحدة.
وحال صح أن البرهان اتخذ قرار لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بعنتيبي منفردا فإن ذلك يحفز حالة التنافس مع حميدتي ويعزز أسهم البرهان باستقوائه بنتنياهو، خاصة أن دولا مثل مصر وأميركا لا ترى في حميدتي سوى قائد مليشيا.
وطبقا لضابط متقاعد من الجيش للجزيرة نت، فإن حميدتي قطعا ينظر للقاء البرهان ونتنياهو بريبة من واقع أنه لم يدل بأي موقف حتى الآن رغم حرب البيانات التي أشعلها لقاء عنتيبي.
طموح قديم
وبدأ اهتمام الدعم السريع بامتلاك وحدة للمدرعات منذ عهد البشير، فقد حصلت على مدرعات “شريف 1″ و”ختم 2” المحلية الصنع لمساعدة قوات حميدتي في حملة لجمع السلاح بدارفور أطلقها البشير.
وأوردت صفحة القدرات العسكرية السودانية على فيسبوك -وهي صفحة غير رسمية هدفها التعريف بقدرات القوات المسلحة- في أكتوبر/تشرين الأول 2017 أن فوجا من قوات حميدتي تلقى بالفعل هذه المدرعات.
وبعد فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم في 3 يونيو/حزيران 2019 شاهد سكان العاصمة أفراد قوات الدعم السريع يستخدمون مدرعات أفادت التقارير حينها بأنها إماراتية الصنع.
وكشف الصحفي الاستقصائي الأميركي كريستيان تريبرت حينها عن استخدام الدعم السريع مدرعات إماراتية من طراز “عجبان 440″، ورصد في مقطع فيديو تحرك رتل من هذه المدرعات قرب قيادة الجيش.
خطة إماراتية
وينسف اهتمام حميدتي المبكر بتعزيز وحدة المدرعات فرضية أن إعلان التجنيد لإعادة أفراد بوحدة المدرعات الأسبوع الماضي الهدف منه فقط استيعاب قوات هيئة العمليات التي كانت تتبع لجهاز الأمن والتي تم حلها.
وبعيد فض الاعتصام تحدثت تسريبات عن مقترحات بإعادة هيكلة الجيش تقف خلفها الإمارات وقائد قوات الدعم السريع، وكان من ضمن الخطة تصفية سلاح المدرعات بالخرطوم.
ويقول ضباط في القوات المسلحة إن تنسيب الضباط الجدد لسلاح المدرعات دائما ما كان يحظى به أولئك المنتمون للإسلاميين الذين حكموا البلاد لثلاثين سنة.
وبحسب الضباط، فإن المشادة الكلامية التي نشبت في يوليو/تموز 2019 بين حميدتي وقائد سلاح المدرعات اللواء نصر الدين عبد الفتاح (أطيح به لاحقا) كانت مجرد انعكس لطموحات حميدتي في هذا السلاح.
مفصولو الجيش
وتبعا لإعلان التجنيد الخاص بقوات الدعم السريع يرى ضباط متقاعدون وفي الخدمة أن حميدتي يستهدف “مرافيت” (المفصولون) من الجيش عملوا في سلاح المدرعات والمدفعية من واقع اشتراط ألا يقل العمر عن 40 سنة.
وأورد الإعلان شروطا فنية للمتقدمين تشمل حصولهم على دورات في ميكانيكا وكهرباء الدروع والدبابات، في حين شملت الاستخدامات المطلوبة سائق مدرعة دبابة ورامي مدرعة دبابة وفني تسلح وفني ذخائر وفني راديو.
وبحسب ضابط في الجيش، فإن سلاح المدرعات يصعب أن يستغني عن كوادره الفنية المتميزة، لذا فإن المفصولين من هذا السلاح لن يفيدوا الدعم السريع كثيرا، كما أن تسلح قوات حميدتي بالمدرعات كناقلات جنود لن يخل بتوازن القوى مع الجيش الذي يمتلك الدبابات والمجنزرات.
ويقر الضابط للجزيرة نت بأن العمل في الدعم السريع لفني مفصول من الجيش سيكون مغريا بسبب الرواتب الجيدة التي يمنحها حميدتي لقواته.
وتداولت منصات التواصل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي صورة لعسكري يتبع لسلاح المدرعات بالجيش وهو يؤدي التحية العسكرية لصورة لحميدتي في معرض للدعم السريع بالمتحف الحربي في الخرطوم بحري.
مصادر التمويل
في المقابل، يرى ضابط متقاعد أن حميدتي ماض في خلق قوة من الدعم السريع موازية للجيش من واقع النفوذ الكبير الذي يتمتع به لجهة امتلاكه مصادر تمويل ضخمة من حرب اليمن والاستثمار في تنقيب الذهب، فضلا عن الدعم الذي يحظى به من دولة الإمارات.
ويشير في حديث للجزيرة نت إلى أن تمركز قوات حميدتي داخل الخرطوم من شأنه تحييد أسلحة يتميز بها الجيش مثل الدبابات والطيران، وهو ما يوفر أرضية لتنامي طموحات حميدتي في تعزيز قواته.
ولا يبدو أن حميدتي سيتقيد بالوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية التي تنص على إعادة هيكلة القوات النظامية -بما فيها قواته- التي تمكنه بالوضعية الحالية من أن يكون لاعبا سياسيا في المشهد السوداني.
ويقول ناشط سياسي قريب من حميدتي للجزيرة نت إن الرجل غير راغب لا من قريب ولا من بعيد في دمج قواته بالكامل في القوات المسلحة.
سلاح الطيران
وإلى جانب عشرات الآلاف من الجنود التابعين للدعم السريع ورث حميدتي أصولا كانت تابعة لجهاز المخابرات العامة، منها ثلاث طائرات.
وبحسب الضابط المتقاعد، فإن حميدتي يمتلك الآن مروحيات مقاتلة ورثها من جهاز الأمن، كما أن ضباطا طيارين من الجيش تم انتدابهم للعمل مع قوات الدعم السريع، فضلا عن ابتعاث حميدتي عناصر إلى روسيا للتدرب على الطيران الحربي.
لكن ضابط الجيش يقلل من الطائرات التي ورثها حميدتي من الأمن لجهة أنها ثلاث طائرات شحن، إحداها مروحية، قبل أن يعترف بوجود حركة انتدابات من الجيش للدعم السريع دائما ما يحظى بها ضباط من أولي الحظوة.
المصدر : الجزيرة
وبصرف النظر عن محاولات حميدتى من إمتلاك وحدات مدرعة وطيران … فإن قوات الدعم السريع نفسها وهي قوات برية أو مشاة ستكون فى المستقبل القريب وليس البعيد هي مشكلة السودان الأولى … فى الوقت الراهن وبوجود حكومة الفترة الإنتقالية فإن تلك الحكومة هي أشد حوجةً لقوات الدعم السريع لحمايتها أكثر من حوجتها لحماية القوات المسلحة … إن أحزاب الحرية والتغيير وحكومة حمدوك يثقون فى حماية قوات الدعم السريع لهم وللفترة الإنتقالية أكثر من ثقتهم فى حماية القوات المسلحة لهم وللفترة الإنتقالية … وإنه لولا وجود قوات الدعم السريع فى شوارع الخرطوم ومدن الولايات ومرافقها الإستراتيجية لسقطت أحزاب الحرية والتغيير وحكومتها خلال 24 ساعة بإنقلاب عسكرى من ضباط وصف وجنود القوات المسلحة والذى يمنعهم من القيام بذلك الإنقلاب محاذير الوجود المُكثف لقوات الدعم السريع وفى مواقع حساسة حيث أن من يفكرون فى القيام بإنقلاب لا يريدون تحمُل الكُلفة العالية للخسائر البشرية والمادية التى يُمكن أن تصيب المدنيين والمرافق العامة والخاصة جراء القتال بين الدعم السريع ومن سيحاولون القيام بإنقلاب … ولكن وبعد إنتهاء الفترة الإنتقالية وقيام الإنتخابات لن تكون هناك حوجه لقوات الدعم السريع حيث ستجئ حكومة مُنتخبه ومُفوضه من الشعب لن تقبل بالوضع الشاذ لقوات الدعم السريع والتى أصبحت جيشاً موازياً للقوات المسلحة حيث لم يتم إلحاقها أو دمجها بصوره فعليه فى القوات المسلحة حتى اليوم … وهنا ستكون قوات الدعم السريع هي مشكلة السودان الأولى والتى يصعُب حلها لأن قائدها حميدتى وضباطه وجنوده لن يقبلوا بضمهم وإذابتهم داخل وحدات القوات المسلحة وسيتشبثون فى إستمرار وضعهم الحالى وهنا ستقع الواقعة والتى ليس لوقعتها كاذبه … والله يكضب الشينه …