ثقافة وفنون
المسرحي الشهير “عوض شكسبير” طريح الفراش طالباً الدعاء
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، للمسرحي والمخرج السوداني الشهير عوض حسن إمام الشهير بـ”شكسبير” وهو طريح الفراش طالباً من أصدقائه ومحبيه الدعاء له بالشفاء.
وقال “شكسبير” أنه أصيب بمرض مؤلم جداً يسمى “الروماتويد” وهو مرض خطير يصيب المفاصل ويضعف المناعة، أشبه بما يعرف بـ”الرطوبة” لكنه أكثر خطورة، لايتلقى له أي علاج حالياً.
ولاقى المقطع تعاطفاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في السودان، مبتهلين له بالدعاء بعاجل الشفاء.
صحيفة السوداني
مرض الروماتويد
يُعدّ مصطلح أمراض الروماتويد مظلة كبيرة، تضم ما يزيد عن مئتي نوع من الأمراض الروماتويدية، ومنها: التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، ومرض الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، ومتلازمة شوجرن (بالإنجليزية: Sjogren’s syndrome)، والتهاب الفقار الروماتويدي (بالإنجليزية: Ankylosing Spondylitis). ويُعدّ التهاب المفاصل الروماتويدي أحد أبرز أنواعها وأكثرها شيوعاً، وهو النوع الذي سنتحدث عنه بتفصيل أكثر في مقالنا هذا.[١]
يمكن تعريف التهاب المفاصل الروماتويدي على أنّه مرض التهابي مزمن يمكن أن يؤثر في عدة مفاصل في الجسم، إذ يصيب الالتهاب البطانة الخارجية للمفصل، ويتسبّب بحدوث انتفاخ مؤلم فيه، ممّا قد يؤدي في النهاية إلى تآكل العظام وتشوّه المفصل. وتجدر الإشارة إلى أنّ الالتهاب المرتبط بمرض التهاب المفاصل الروماتويدي يمكن أن يصل لأعضاء أخرى من الجسم ويصيبها بالالتهاب أيضاً، مثل: الجلد، والرئتين، والعيون، والقلب، والكلى، والأوعية الدموية.[٢]
أسباب مرض الروماتويد
يُعدّ التهاب المفاصل الروماتويدي اضطراباً مناعياً ذاتياً (بالإنجليزية: Autoimmune disorder)؛ بمعنى أنّه ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي لأحد أعضاء أو أجزاء الجسم عن طريق الخطأ، وفي حالة التهاب المفاصل الروماتويدي على وجه التحديد يتمثل الخطأ الحاصل بمهاجمة الجهاز المناعي للغشاء الزليلي أو الغشاء الزلالي (بالإنجليزية: Synovium) المحيط بالمفاصل المتأثر، ممّا يؤدي لالتهاب الغشاء الزلالي وازدياد سمكه، الأمر الذي قد يتسبّب في نهاية المطاف بتدمير الغضاريف والعظام في المفاصل المتأثرة بالالتهاب، كما تضعف الأربطة والأوتار التي تربط أجزاء المفصل معاً بشكل تدريجي، فيفقد المفصل شكله ونسقه الطبيعي.[٢]
عوامل الخطر للإصابة بمرض الروماتويد
ذكرنا أنّ سبب الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي هو مهاجمة الجهاز المناعي للغشاء الزليلي في المفاصل، وعلى الرغم من أنّ السبب الكامن وراء حدوث هذا الخلل المناعي ما زال مجهولاً حتى الآن، إلّا أنّ العلماء قد تمكنّوا من تحديد العديد من عوامل الخطر التي من شأنها أن تزيد خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي،[١][٢] وفيما يلي بيان لبعض منها:[٢]
•الجنس: إذ تُعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي مقارنة بالرجال.
•العمر: فهذا المرض من الممكن أن يؤثر في الأشخاص من مختلف الفئات والمراحل العمرية إلّا أنّ الإصابة به غالباً ما تبدأ لدى الأشخاص في الفترة العمرية التي تتراوح بين 40-60 عاماً.
•التاريخ العائلي: فوجود تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي يرفع خطر الإصابة به لدى شخص آخر من ذات العائلة بشكل كبير.
•التدخين: فالتدخين يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي خاصة إذا كان لدى الشخص عوامل جينية أو وراثية أخرى للإصابة به، كما أنّ التدخين يزيد من شدة أعراض المرض لدى الأشخاص المصابين بهذا المرض.
•العوامل البيئية: على الرغم من أنّ تأثير البيئة المحيطة والمواد التي يتعرّض لها الشخص خلال حياته في خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي ما زال غير واضح ومؤكد حتى الآن، إلّا أنّ بعض العلماء يعتقدون بأنّ التعرض لبعض المواد الكيميائية مثل السيليكا (بالإنجليزية: Silica) والأسبتوس (بالإنجليزية: Asbestos) يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
•السمنة: فالسمنة والوزن الزائد يشكلان عامل خطر إضافي للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
أعراض مرض الروماتويد
تتفاوت أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي من حالة إلى أخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّ المصاب يمكن أن يمكن أن يمر بفترات تهدأ فيها أعراض المرض أو تختفي تماماً، وفترات أخرى تكون فيها الأعراض في أوج شدتها وحدّتها وتُعرف هذه الفترات بالنوبات أو الهبّات. وغالباً ما يبدأ التهاب المفاصل الروماتويدي بالتأثير في مفاصل اليدين والقدمين، إلّا أنّه يمكن أن يؤثر في أي مفصل آخر في الجسم، وفيما يلي ذكر لأبرز أعراض الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي:[٣][٤]
•التهاب عدة مفاصل من الجسم، وتصلّبها أو انتفاخها، والشعور بالألم فيها، وغالباً ما تكون هذه الأعراض أكثر شدة في الصباح أو بعد فترة من قلة الحركة والنشاط.
•تأثر مفصلين متقابلين على كلا جانبي الجسم بالتهاب؛ ففي كثير من الحالات يصيب الالتهاب مفصلاً على أحد جانبي الجسم، والمفصل الآخر الذي يقابله من الجانب الآخر.
•تشوّه المفاصل المتأثرة بالالتهاب.
•عدم الثبات أو الاتزان عند المشي.
•الشعور بالتعب الجسدي العام والإرهاق.
•الإصابة بالحمى.
•فقدان الوزن.
•تأثر قدرة المصاب على الحركة.
علاج مرض الروماتويد
في الحقيقة لا يوجد علاج يشفي بشكل تام من الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وما تقدّمه العلاجات المتوفرة هو القدرة على تخفيف الاتهاب، وتقليل الألم، والحدّ من تأثر الالتهاب في حركة المفصل، وإبطاء أو منع الالتهاب في مفاصل أخرى من الجسم، وفيما يلي بيان لأبرز الطرق العلاجية التي يمكن تقدمها لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي:[٤]
•العلاجات الدوائية: من أهم الأدوية المستخدمة في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي: ◦مسكّنات الألم: كالباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)[٥] ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً NSAIDs؛ كالآيبروبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofin) والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية بجرعات عالية ولفترات طويلة يمكن أن يتسبّب بالمعاناة من بعض الآثار الجانبية مثل: القرحات الهضمية، ومشاكل واضطرابات الكلى والكبد.[٤][٦]
◦الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids) إذ تساعد الأدوية التي تنتمي لهذه المجموعة الدوائية على تقليل الالتهاب والألم المرافق له، وباستطاعتها أن تبطأ من التلف الحاصل على المفصل، فإذا كانت مسكنات الألم السابق ذكرها غير فعالة في السيطرة على حالة المصاب من الممكن أن يعمد الطبيب لحقن أحد الأدوية الستيرويدية في المفصل، وتجدر الإشارة إلى أنّ مفعول هذه الحقن من الممكن أن يستمر لعدة أسابيع أو أشهر تبعاً لشدة الأعراض.[٤]
◦الأدوية المضادة للروماتيزم والمعدلة لسير المرض: (بالإنجليزية: Disease-modifying antirheumatic drugs) واختصاراً DMARDs، تعمل هذه الأدوية عن طريق التأثير في الجهاز المناعي بشكل مباشر، فتقلل من تقدم المرض، وتساعد على منع حدوث تلف دائم في المفاصل المتأثرة بالالتهاب، وتحتاج هذه الأدوية في العادة إلى فترة تتراوح بين 4-6 شهور من الاستخدام حتى يظهر مفعولها على المصاب بشكل كامل. وتجدر الإشارة إلى أنّ المصاب غالباً ما يُضطر لاستخدام هذه الأدوية طيلة حياته، كما أنّها تكون أكثر فعالية في حال البدء فيها منذ المراحل المبكرة للمرض.[٤]
•العلاجات البديلة: كالوخز بالإبر الصينية، والعلاج المائي، والتدليك، وتناول مكملات زيت السمك الغذائية، وجلسات العلاج الفيزيائي.[٤]
•العلاجات المنزلية: إذ يمكن وضع الكمادات الباردة أو الدافئة على مواضع الألم، وممارسة تمارين التأمل والاسترخاء. وفي فترات هدأة أعراض المرض يُنصح المصاب بممارسة التمارين الرياضية لتقوية العضلات المحيطة بالمفصل وتحسين الحركة والصحة العامة، ومن جهة أخرى يُنصح المصاب أن يلزم الراحة ويقلل من إجهاد مفاصله في فترات النوبات التي تزداد فيها شدة الأعراض. كما يُنصح المرضى بشكل عام باتباع نظام غذائي صحي؛ يساعد على خسارة الوزن الزائد ويركز على تناول مصادر متنوعة من الخضراوات والفواكه.[٤]
•العلاج الجراحي: هنالك عدد من العمليات الجراحية التي يمكن اللجوء إليها في الحالات الشديدة من التهاب المفاصل الروماتويدي، ففي حال كانت العلاجات الدوائية والفيزيائية غير كافية للسيطرة على المرض وتخفيف الأعراض، من الممكن أن يلجأ الطبيب لإجراء عملية جراحية لإصلاح المفصل التالف أو تصحيح التشوّهات.[٤]