هيثم صديق

الثورة الحارة ١٠٠


تعدد المطالب بالأمس وتباين الخطاب، أثبتت أن الثورة تشظت وأن هتافها الواحد تناسل إلى هتافات بعضها عاق و كحال الأبناء
عشرات اللافتات لفتت نظري وهي تمثل سمك لبن تمر هندي.
خرج الحزب الشيوعي من الحكومة وخرج بالأمس عليها فخرجت مجموعة ضده تنادى بإبعاده عن المشهد برمته(يمكن كسر الراء أو ضمها ).
خرج آخرون ضد الجيش في مجمله وخرج البعض ضد قادته فالبعض لا يزال به رهاب الكيزان ويظن أن الجيش مؤدلج من فريقه الأول وحتى وكيل عريف تهتف له الجلالات
الجندي ده صغير شوية
تقيلة عليه البندقية
اللبس خمسة والزمزمية
وخرج حالمون يظنون أن الثورة لا تزال واحدة.
وخرج محتلمون لم يبلغوا النضج السياسي بعد فلا يفقهون في لعبة البوليتكا ولم يفرقوا ما بين الإستيكة والبروستاريكا
وبهتت الجذوة في قلوب كثيرين اكتفوا بالخروج الإسفيري ينشرون صورهم السابقة في ديسمبر الماضي أو الاعتصام

كل ذلك والسودان خارج قائمة المغضوب عليهم من أمريكا والضالين ممن خالفوا الخليج فالسودان حليف أمريكا والخليج ومصر وإسرائيل نفسها ومع ذلك يضغط الجوع على حلقومه
ربما ستأتي الذكرى الثالثة للثورة بغير هذا فلقد شهدنا ونحن صبية كيف خرج الناس في عيدي الإنقاذ الأول والثاني ثم فروا منها فرار السليم من مصاب كورونا لما أصبحت في حلق شنان ورهطه وفرقة السحر ومجموعة تقاتل لقناعات ماتت لاجلها٥ لما لم تجد من يحركه خطابها حركت له دفارات الالزامية٦ فأصبح الشاب يترقب مثل موسى لما تآمر به الملأ لما وكز الذي هو من غير بني إسرائيل.
لن ترتق مسيرات الخروج ما تمزق مابين تجمع المهنيين بلونيه ولن تعجل بوحدة الاتحاديين الذين انبجست من صخرتهم عشرات العيون وجفت ولا الأمة التي مات إمامها وإمام غيره في أمريكا ويتربص بالإمامة والعمامة. العشرات من آل المهدي فالحزب للطائفة والطائفة للبيت
ولم يتجمع الاسلاميون وقد كان يمسكون بثدي السلطة تغطى رغوة اللبن شواربهم فهل يتحدون وهم يمسكون بقرنيها في هياجها الجموح
المشكلة إذن فينا
نحن أفضل شعب حينما نهاجر… كرماء…متحدون…شجعان ..وطنيون
لكنا في الداخل لا يطيق بعضنا بعضا …ننظر ونحن ننتظر… لا نسامح .. ولا نصالح …

فهل نغرب الشعب لكي نعيده متحداً ومنتجاً ووطنياً وقابلاً للآخر
ففي المنافي الاختيارية والإجبارية العمامة تعني رحماً كاملاً … والتعاون والتكافل بيا زول فقط.
ليت ديسمبر القادم يشهد احتفالا بافتتاح مشروع… شارع… لا صف ولا سف
نهدأ قليلا فاليد المتشنجة مثل الراجفة لا تقدم شيئاً لا تسكب القمح ولا تداوي الجرح.
يمكن أن نتحد بدون أن يفلت الفاسد لكى ننجو جميعاً فالمنبوذ بعد عامين من الثورة لم يعد الكوز فقط لقد خون الرفاق بعضهم بعضا هذا وهم في كتلة فكيف لو شال كل حزب عيشته بنفسه ولاحت الانتخابات
هذا قبل منعرج اللوى بإجماع الناس.

هيثم صديق