هيثم صديق

مخصصات السيادي


كنت أظن وبعض الظن إثم؛ أن مخصصات مجلس السيادة مثل كفن مصعب بن عمير؛ إذا غطوا رأسه بانت قدماه، وإذا غطوا القدمين بان الرأس.
ذاك بأنهم جاءوا بحافلة أول حضورهم للقصر وختموها بعجلة، ولكنى حينما قرأت عن مقترح لتخفيض مخصصات السيادي تصنعت الدهشة لأني (دخلت الفيلم ده قبل كده)!
كنا نشاهد نشرات الأخبار والإنقاذيون يتحلقون في اجتماعاتهم حول فول وبلح وبلبسة اشتراكية موحدة، ثم دارت الأيام فإذا كل بلحة عمارة وكل فولاية رصيد
فهتفت مع مريد البرغوثي
رحماك يا خالق الناس
ويا خالق الحاكمين
….
الجيش كل الخطوط

نعم في كل خط أول تجدهم، وينال بعضهم راتباً لايكفي لشراء باقة نت ممن ينشط بها ناشطون ينتاشونهم في الميديا … أعرف جياشة يعملون في أوقات راحتهم في أعمال لا تطاق؛ حتى يسدون رمق أطفالهم ويذهبون ليقاتلوا حتى الرمق الأخير.
هل يساوي راتب أن تموت؟
وراتبك هذا لا يحدد لك أقل نسبة للحياة.
ثم إن للجيش – أي جيش – قداسته لا يسمح لأي كان أن ينال منها، وما يقترفه البعض يبعض.
الإسلام برىء ممن يخون باسمه فلا يسمح بإهانته.. والسودان…والجيش..والشرطة…والأمن …والتعليم…الخ
…….
أبي احمد

إثيوبيا جارة محترمة بشعبها ولكن أطماع قادتها لا تنقطع منذ اكسوم وحتى اليوم..
جاء رئيس وزرائها كحمامة سلام، وشهد توقيع الوثيقة الدستورية، ثم لما أرادوا أن يردوا له التحية بصلح مع التغراي أصر على البندقية ونوبل للسلام في مكتبه تموت من الخجل…ثم إذا بجيشه يواجه جيشنا وهو يتجشأ من خطب الإنشاء ..
……
أحزان الألحان

مات عبد الله الكردفاني في القاهرة فبكته الكمنجات والصولات والألحان والبناقز… الكردفاني حالة من الوجدان السوداني، ومقطع في معزوفته الفريدة…
لنا عودة بإذن الله لنرثيه كما يليق به
…..
انعدام وإعدام

استوقفني أب يحمل طفلة بائن عليها المرض، وسألني عن معمل لإجراء فحص شاكياً من غلاء معمل جاء منه، وأراني المبلغ المطلوب لم أجد إلا ان أمد يدي في جيبه وأعطيه ما تيسر،.. فادمعت عيناه
كنت أحمل صحيفة عنوانها الأبرز عن الحكم بإعدام رجل اغتصب ابنته… الإعدام أقصى عقاب، ولكنه ليس أقسى عقاب.
طوفوا به بالأسواق …اظهروه في التلفاز والصحف …اقتلوه بالذل قبل أن يتدلى رأسه تحت عقد المشانق
…..
العطش داخل المشروع على مسؤلية صاحبه

هكذا مكتوب بالحبر السري في واجهة وزارة الري
أن تعطش أربعة أفدنة لمزارع داخل المشروع لصالح مائة فدان لخارجه يبقى ظلماً …
ولنا عودة بالكاميرا

هيثم صديق – صحيفة اليوم التالي