سياسية

يكشف عنها لأول مرة.. تعرف على المستوطنات الإثيوبية وتوغلها داخل السودان

كشف السودان لأول مرة عن 17 منطقة و8 مستوطنات داخل حدوده الشرقية، كانت محمية بمليشيات إثيوبية، قبل أن يعمد الجيش السوداني في نوفمبر الماضي إلى استعادة 90% من هذه الأراضي. وحدد عضو مجلس السيادة الانتقالي المتحدث باسمه محمد الفكي سليمان، في حسابه الرسمي على فيسبوك، هذه المناطق والمستعمرات الإثيوبية بالاسم، ومدى توغلها داخل أراضي الفشقة الصغرى والفشقة الكبرى بالكيلومترات. وطبقا للمعلومات، فإن تمركز الوجود الاستيطاني والمليشيات الإثيوبية وصل في بعض المناطق إلى 24 كيلومترا داخل الأراضي السودانية. ومنذ عام 1995، استغل مزارعون إثيوبيون -تحت حماية مليشيات مسلحة- نحو مليوني فدان من أراضي الفشقة الشديدة الخصوبة، وشيدت السلطات الإثيوبية العديد من القرى هناك، وزودتها بالخدمات والبنى التحتية بما فيها الطرق المعبّدة. وساعد انعزال الفشقتين الصغرى والكبرى عن بقية السودان بسبب أنهار عطبرة وباسلام وستيت الموسمية، وانفتاح المنطقة على إثيوبيا بلا عوازل طبيعية، في بسط سيطرة الإثيوبيين عليها لأكثر من 25 سنة. وبدأ الجيش السوداني عن طريق سلاح المهندسين وشركات، في إنشاء 3 جسور ستنجز في غضون 3 أشهر على الأنهار التي تشق أراضي الفشقة، تعزيزا لوجود قواته قبل حلول فصل الأمطار. تفاصيل دقيقة ووفقا للمعلومات التي قدّمها مجلس السيادة، فإن النقاط التي كانت تشهد وجودا إثيوبيا في منطقة الفشقة الكبرى قبل إعادة انتشار القوات المسلحة السودانية تشمل 7 مناطق، منها: معسكر العلاو جنوب شرق معسكر للجيش السوداني بالعلاو بحوالي كيلومتر واحد، وداخل الأراضي السودانية بنحو 24 كيلومترا. وتمركز الإثيوبيون أيضا في “تومات اللكدي” شرق محطة اللكدي بحوالي 3 كيلومترات، داخل أراضي السودان على الطريق المزفت الرابط بين اللكدي ومدينة الحُمرة الإثيوبية، ويبعد عن الحدود الدولية 5 كيلومترات داخل أراضي السودان. كما تمركزوا داخل الأراضي السودانية في موقع تبة سربي بعمق 3 كيلومترات، ومعسكر هلكا عصارة بعمق 22 كيلومترا، ومعسكر تسفاي كحساي بعمق 9 كيلومترات، ومعسكر قوات الشرطة الفدرالية الإثيوبية بعمق 5 كيلومترات، ومعسكر الجمارك الذي فيه قوة من الجمارك الإثيوبية بعمق 5.5 كيلومترات. وحدد الفكي الوجود الإثيوبي في 10 مناطق بالفشقة الصغرى قبل انتشار الجيش السوداني داخل أراضيه، في: معسكر جبل طيارة جنوب منطقة الأنفال بعمق 5 كيلومترات، ومعسكر شرق قرية جميزة بعمق كيلومتر واحد شرق نهر عطبرة، ومعسكر شرق بركة نورين بعمق 16 كيلومترا، ويبعد كيلومترا واحدا شرق النهر. وأشار أيضا إلى معسكر مشروع إثيوبي يدعى “سلمون” بعمق نصف كيلومتر شرق ود كولي داخل أراضي السودان، ومعسكر في ود كولي بعمق 7.5 كيلومترات، ومعسكرين بخور حُمر بعمق كيلومتر واحد إلى كيلومترين. كما تمركز الإثيوبيون في معسكر تلدا بعمق 7 كيلومترات، ومعسكر نهاية الردمية الذي يؤدي إلى موقع الأسرة بعمق 10 كيلومترات، ومعسكر جبل أبو طيور بعمق 11 كيلومترا. وتشير الجزيرة نت إلى أن الموقع الأخير “جبل أبو طيور” الذي بسط الجيش السوداني يده عليه الشهر الماضي، يمثل أهمية إستراتيجية بالغة، تمكّن القوات السودانية من المناورة وإحكام سيطرتها على الفشقتين الصغرى والكبرى. وفي سياق متصل، أحصى المتحدث باسم مجلس السيادة 8 مستعمرات إثيوبية داخل أراضي الفشقة، انتشرت فيها القوات المسلحة السودانية. فقد شيد الإثيوبيون مستوطنة باسم “برخت” بعمق 5 كيلومترات داخل الأراضي السودانية، ومستوطنة “مارشايبت” بعمق 8 كيلومترات، ومستوطنة “سفاري” بعمق 1.5 كيلومتر، ومستوطنة “شايبيت” وتضم مليشيات بعمق 14 كيلومترا. وسمى مجلس السيادة أيضا مستوطنتي “أتلاي” و”بري”، وقال إن مليشيات إثيوبية تتمكرز فيهما، دون أن يحدد عمق وجود المستوطنتين داخل الأراضي السودانية، إلى جانب مستوطنة قطراند التي تضمّ أيضا مليشيات وتتمركز بعمق 10 كيلومترات. وكان عضو مجلس السيادة المتحدث باسمه محمد الفكي سليمان، قد قال -في مؤتمر صحفي مساء أمس الجمعة- إن الجيش السوداني تمكن من استعادة نحو 90% من أراضي الفشقة، وتبقت منطقتان فقط هما “القطران” و”خور حُمر”. وأفاد بأن السودان بمقدوره عسكريا استعادة المنطقتين، لكنه يطالب إثيوبيا بإخلائهما فورا، وأن يكون ذلك عن طريق الحوار الدبلوماسي والسياسي تقديرا للعلاقات الأزلية التي تربط البلدين والشعبين.

الخرطوم : احمد فضل

الجزيرة نت