هيثم صديق

بعض الأفراح تفسدها الأغنيات


هتش

وتماضر كانت تضمر للفاتح حباً فوق ما تبديه له.

كانت تبدو(خفيفة) وهي بصحبة الفاتح…. والفاتح كان يبدو لا يبالي بذلك الحب

لكنه كان يحبها فوق حبها له.

كانت تماضر فاتنة بكل المقاييس ..ومن بيت عز وجاه ومال.

وكان الفاتح ناجحاً ووسيماً و…….فقيراً.

كان لا يحب الخروج معها لأنها من ستدفع التكاليف.

هاتفته يوماً وطلبت منه مشاهدة قناة ما…. تشجع وأخبرها أنهم لا يملكون تلفزيوناً وأغلق الهاتف…….

غاب عن مواعدتها طوال أسبوع يحاول ربط جرحه النازف بالسهر مع الأصدقاء وقراءة الكتب –.هوايته الأولى-

اقترحت عليه أن تهديهم تلفزيوناً فأبى بإصرار….بعد مفاوضات مضنية ذهب بورقة منها إلى السوق وحمل التلفزيون إلى بيتهم.

فرح إخوانه الصغار…لكن أمه لم تشاهد التلفزيون قط.

احست أنها مجروحة الخاطر…وأن هناك من كسر عينها….

جاءته مهاتفة من تماضر تطلب منه أن يشاهد برنامجاً ما في التلفزيون…..وعدها خيراً وذهب ليشاهده مع أحد الأصدقاء لأن الكهرباء كانت (كملانة) عندهم.

كان قد قدم تنازلات كثيرة فأصبح يضحك وهو يختار ما سيأكل.

وكان يقهقه وهو يرفع صوت المسجل في عربتها،

لكن الحوار بينه وبين أمه أصبح شبه معدوم.

تماضر كانت مهمومة ذلك اليوم …سرعان ما عرف أن عريساً قد جاءها.

تماضر اقترحت أن يتقدم لها….أخبرت والدها ووالدتها بأمره وهما موافقان.

تلعثم وضاقت الدنيا في وجهه…..الفقير يخاف أن يرفضه أهل العروس الغنية…لكنه يخاف أن ترفض والدته…هو متيقن أنها سترفض…. لم تحن جبهتها عاصفة وما أرغم أنفها شئ….

غاب عن المنزل زمانًا…..رفض الكلام والأكل…… وهذه طرقه في إرضاخ والدته لأمر يريده

وافقت الأم ….وافقت حتي على قبول (الشيلة) التي أهدتها العروس لعريسها ليحملها إلى أهلها(كأنه جايبها هو).

ركبت الوالدة في (هايس) مختار ومجموعة من النساء والفتيات يغنين.

كانت قد رفضت عرض الشيلة على نساء القرية كما جرت العادة

كانت محتوياتها أكبر من أن يقلن فيها رأياً.

وكانت رايتها منكسة ونفسها مقهورة….

الهايس كان يرسل بورياً مشروخاً

والدلوكة كانت تقول يا ليل

والغناء كان يزداد كلما لاحت الفلل والعمائر.

طفق مختار يدور بالهايس أمام البوابة المزدانة بالأباجير المبددة للدياجير.

وكانت فنانة (محترفة) تنتظر الشيلة

فلما غنت

(شنطتو العجيبة ومافي زول بجيبا)

صاحت أم العريس

يا مختااااااااااااااااااار يلا الحلة

ووسط دهشة الضيوف والمستقبلين جرى مختار بالعربة مبتعداً

مختار كان ينتظر الأوامر هذه بفارغ الصبر

أخافه رجال المرور حول الفيلا الذين كانوا يسهلون للفارهات مواقف …. الهايس ذاتها ما مرخصة….وهو ذاتو ما عندو رخصة.

حاشية:- هذه القصة بلا رمزية فمن كساها ما لا تحتمل فلا يلومن إلا نفسه.

صحيفة اليوم التالي