رئيس المريخ السابق يوجه رسالة مفتوحة لنمر وهنادي الصديق أبو القوانين: ولاية الخرطوم ووزارة الرياضة أمام خيارين لا ثالث لهما
يجب الاعتراف بالسلطة الشرعية وتمكينها، وأي مبرر آخر فهو واهٍ وساذج
وجه رئيس المريخ السابق، محمد الشيخ مدني، رسالة مفتوحة لوالي الخرطوم أيمن نمر، ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بالولاية هنادي الصديق. وقال أبو القوانين في رسالته المفتوحة إن الفترة الأخيرة أكثر فيها الناس من الحديث وتكراره، حول رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتدخل أي طرف ثالث في إدارة منشط كرة القدم، كما كثر الحديث لدرجة جعلت من (فيفا) بعبعاً مخيفاً لسلطة الدولة وقوانينها، وهو ما أدى إلى اختلاط الأمر على الكثيرين من المسؤولين والعامة، ولم يعد واضحاً الفاصل بين حدود سلطة الدولة وسلطة (فيفا) الرياضية.
واضاف محمد الشيخ مدني، في رسالته، أن سلطة (الفيفا) ليست سلطة مطلقة، لافتاً النظر إلى أنه سيحاول في هذه الرسالة أن يلقي الضوء لتوضيح بعض الجوانب التي شكلت ضبابية في نظر الكثيرين، وعلى رأسها أنه من الطبيعي والبديهي أنه لا يجوز للدولة (كطرف ثالث) التدخل في أي شأن فني مرتبط بمنشط كرة القدم، ولا التدخل بأي صورة بما يمس ديمقراطية الحركة الرياضية، سواء إن كان ذلك التدخل بالتعيين أو التأثير على سير الانتخابات، وأي تدخل في مثل هذه الحالات يفضي لعقوبات رادعة، ولكن هذا لا يعني أن أي قرار تصدره الدولة في مجالات أخرى يعتبر خرقاً لاستقلالية المؤسسات الرياضية، ولا يعتبر تدخلاً من طرف ثالث يقود لعقوبات من الفيفا، أولها: تسجيل الهيئة أو المؤسسة الرياضية، يجب أن يكون وفق قوانين الدولة مثلها مثل الشركات والمؤسسات والمنظمات، و(الفيفا) نفسها مسجلة في سويسرا، وفق القانون السويسري، وفي السودان يجب التسجيل لدى مسجل الهيئات الرياضية والمفوضيات الولائية، بموجب قانون الشباب والرياضة القومي، وقانون الشباب والرياضة بالولاية.
ومضى أبو القوانين في رسالته المفتوحة، وقال إن المحاسبة في حالة الفساد المالي، فكل أموال الهيئات الرياضية أموال عامة بحكم القانون تخضع للمراجعة القانونية والمحاسبة القضائية، ونذكر هنا أن قضايا الفساد المالي في (الفيفا) نظرت في المحاكم الأمريكية بالقانون الأمريكي.
وأشار إلى أن التحوطات والإجراءات الصحية، وهذه مسؤولية مطلقة للسلطات الصحية في أي دولة، وأوضح مثال هنا جائحة (كورونا) وتداعياتها.
كما أن هناك الحالة الأمنية، وتقديرها والتعامل معها سلطة الأجهزة الأمنية في الدولة، والجانب الأمني هو ما ينطبق عليه الوضع في نادي المريخ الآن، ومهمة الدولة هنا تمكين السلطة الرياضية الشرعية من أداء واجبها وحمايتها، والتحسب لمنع أي إجراء أو عمل يمكن أن يؤدي لانفلات أمني.
وجدد أبو القوانين التأكيد لوالي الخرطوم، ووزير الشباب والرياضة أن تسليم نادي المريخ وحماية مجلسه المنتخب لا يدخل في تصنيف (تدخل طرف ثالث)، بل هو من صميم واجبكما، لأنه شأن أمني، خاصة أنه قد انعقدت جمعية عمومية بواسطة لجنة انتخابية كونها الاتحاد العام لكرة القدم، وأشرف الاتحاد العام على الجمعية التي أفرزت مجلساً منتخباً برئاسة القنصل حازم (أمامكم مستند بترويسة الاتحاد العام يؤكد قيام انتخابات حرة ونتيجة الانتخابات ومُوقَّع بواسطة رئيس لجنة الانتخابات)، كما رفعت اللجنة الثلاثية المكونة بواسطة مجلس إدارة الاتحاد العام ، والممنوحة كل سلطات مجلس الإدارة لتنفيذ خارطة طريق جمعية المريخ الانتخابية، رفعت تقريرها الختامي (أمامكم صورة من تقرير اللجنة الثلاثية بترويسة الاتحاد العام ومُوقَّع بواسطة رئيس اللجنة الثلاثية لواء د. عامر عبد الرحمن النائب الأول لرئيس مجلس إدارة الاتحاد العام)، وختمت تقريرها بتوصية باعتماد نتيجة الانتخابات والاعتراف بالمجلس المنتخب، كذلك قرر مجلس إدارة الاتحاد العام بالإجماع إجازة تقرير اللجنة (أمامكم صورة من قرار المجلس بترويسة الاتحاد العام ومُوقَّع بواسطة الأمين العام د. حسن أبوجبل)، وعليه من البديهي والطبيعي أن يتم قبولكما لهذه المستندات الرسمية، واعتماد المجلس المنتخب ووضعه تحت حماية الولاية، ومن حق كل متضرر أن يلجأ في حدود القانون للجهات المختصة ليناهض قرار الولاية. أما الخيار الثاني فليس هناك ما يمنعكم من الاعتراف بالجمعية العمومية التي تمت بدون مشاركة الاتحاد العام، وما ترتب عليها من فوز لمجلس برئاسة السيد آدم سوداكال لتفسحوا المجال لمجلس القنصل حازم لمناهضة قراركم بالقانون، ولذلك ولكل ما تقدم أنتما أمام مسؤولية هي من صميم واجباتكما، وعليكما تحديد أي من الطرفين المتنازعين أحق باعترافكما، وحمايته وليس لكما خيار ثالث، أما فكرة التهرب من المسؤولية وإلقاء القفاز راجعاً في اتجاه الاتحاد العام ، أو التعلل بأننا نخشى تدخل (الفيفا) لتدخلنا كطرف ثالث، فهذه مبررات أكثر من ساذجة، وأكثر من واهية، وأخشى أن يكون ترددكما وعدم حسم هذا الملف سبباً للانفلات الأمني، وتكونا بذلك قد عكستما الآية، فبدلاً من أن تتحسبا لتجنب الانفلات الأمني، تكونان أنتما من أسباب الانفلات الأمني في النادي العريق، لا يزال عشمنا وأملنا فيكما كبيرين؛ لتجنبا الولاية شر فتنة غير محسوبة النتائج، ولا تزال أمامكما فرصة لتدارك الأمر.. مع كل الأمنيات لكما بالتوفيق والنجاح.
صحيفة السوداني
صراحة المريخ مليء بأهل الفهم من أمثال كاتب المقال والرأي وما ينبغي لما حدث أن يحدث لو لا ….