جرائم وحوادث

تفاصيل حزينة لحادثة مسافرة سودانية فارقت الحياة عند هبوط طائرة تاركو بمطار القاهرة


كان لزاماً على مشرفة رحلة شركة تاركو إلى القاهرة “خديجة محمد” وأفراد طاقم الضيافة أن يرسموا الإبتسامة على وجوههم أمام الركاب الذين كانوا في طريقهم إلى دخول الطائرة منتصف ليل أمس الأول وهم عائدون إلى العاصمة السودانية الخرطوم،وقد فعلوا ذلك رغم أن دواخلهم كان يسيطر عليها الحزن الذي اجتهدوا كثيراً للتغلب عليه حتى لايؤثر على استقبالهم للمسافرين، كان إمتحان عسير فرض عليهم التعامل باحترافية رغم حالتهم النفسية التي لم تكن في وضعها الطبيعي.

وواجه فريق الضيافة المكون من خديجة محمد والمشرف الجوي طلال محمد، هناء عبدالله، شفق عمر، ورؤى محمد،موقف إنساني مؤثر تطلب منهم الثبات ، ففي الرحلة التي كانت في طريقها إلى القاهرة أمس الأول التي تحركت من مطار الخرطوم مساءاً كان كل شئ يمضي حسبما هو مألوف، فطاقم الضيافة أنجز مهامه ناحية ١٠٥ راكب على أكمل وجه، وبدأ في الإستعداد للهبوط، وبالفعل عند هبوط الطائرة أخبر مسافر شاب المشرف الجوي طلال أن والدته في وضع صحي غير مطمئن، وسريعا أتصل الكابتن بسلطات مطار القاهرة التي أرسلت بذات السرعة فريق طبي لمعاينة المسافرة، وبعد أن تم إخضاعها للفحص ومعهم ابنتها الطبيبة أكد الطبيب المصري وفاة المسافرة ليلي الضو أبوبكر ليعم الحزن الطائرة التي كان قد غادرها الركاب.

وفي خضم حالة الصدمة التي انتابت الشاب وشقيقته لرحيل والدتهم المفاجئ قبل أن تطأ أرض القاهرة لإجراء مراجعات طبية وهي التي صعدت إلى الطائرة على قدميها، كانت السوداناوية حاضرة وذلك حينما أقترح طاقم الضيافة على إبن الفقيدة إعادة جثمانها في ذات الطائرة حتى لايتكبدا المشاق هو وشقيقته إذا تم انزاله إلى القاهرة لتكملة الإجراءات ونقل الجثمان صبيحة اليوم التالي، فوافق على هذا المقترح الذي تم نقله للكابتن محمد عثمان والذي أبدى تأييده، وهنا تدخل مدير محطة تاركو بالقاهرة عوض علنتو الذي تولى ملف الإجراءات وبذل مجهودات كبيرة مع الوحدة الطبية بمطار القاهرة التي بدورها تعاملت بانسانية ووافقت على إعادة الجثمان في ذات الرحلة العائدة إلى الخرطوم، ولم يكتفي بذلك بل منح هاتفه لإبن الفقيدة للإتصال باسرته في السودان لاخبارها بنبأ الوفاة الحزين، وكذلك طلب علنتو من أدارة الحركة بتاركو في مطار الخرطوم تجهيز إسعاف لنقل الجثمان.

والحزن يخيم على طاقم الطائرة وإبن الفقيدة وشقيقته تم إحضار نقالة ووضع الجثمان عليها وفي ثلاثة مقاعد خلفية وبعد تغيير وضعها كانت الحاجة ليلي التي صعدت قبل ساعات إلى الطائرة على قدميها تعود إلى الخرطوم وقد صعدت روحها إلى باريها الذي قال في محكم تنزيله ” إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍۢ تَمُوتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۢ”.

بعد لحظات نفسية عصيبة كان على المشرفة خديجة محمد وطاقمها في الضيافة وبعد أن اكملوا كافة إجراءات وضع الجثمان داخل الطائرة، التحرك لإستقبال الركاب الذين احتج بعضهم على التأخير غير أن الطاقم إختار الإعتذار لهم بلطف مصحوب بابتسامة رغم الحزن الذي تمددت مساحاته في دواخل أفراده الذين لم يخبروا المسافرين بما حدث _ وإن فعلوا بكل تأكيد ماكان منهم أحد ليعترض لأنهم سودانيين وكفى _ لتقلع الطائرة عائدة إلى الخرطوم.
حالة التعاطف التي أظهرها طاقم الطائرة ومدير محطة تاركو بالقاهرة في هذه الحادثة ليس غريباً على أفراد النواقل الجوية الوطنية، التي تجري في دواخل افرادها قيم وأخلاق هذا الشعب العظيم الذي يظهر دائما معدنه النفيس عند النائبات.

الخرطوم:طيران بلدنا


‫2 تعليقات

  1. رحمها الله رحمة واسعة والهم الها وذويها الصبر والسلوان الجميل وانا لله وانا اليه راجعون . هذا هو حال الشعب السوداني ، عند الشدائد يقفون صفا واحدا بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والقبلية والسياسية . لذا انا متفائل بأن الحل قادم وبأيد سودانية

  2. الخبر مؤلم لكن طريقة سرده اكثر الاما كان من كتب لايعرف الفرق بين المقدم والخبر حاجه توجع القلب.