سياسية

مالك عقار يصدر بيانا

أصدر نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، مالك عقار بيانا، السبت، وضح فيه أهدافه في المرحلة المقبلة.
إليكم نص البيان

شعبنا السوداني الأبي العظيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اخاطبكم اليوم بتحية السلام وبلادنا في امس الحوجة اليه في اتون هذه الحرب التي تشتعل في سوداننا الحبيب. اخاطبكم بخبرة من خبر الحرب وفظائعها الشنيعة، ما يقارب من اربعين عاما فقدنا فيه الاحباب والاعزاء والارواح العزيزة ولم نجني من الاقتتال غير الدمار وتفشي الامية و إهدار موارد البلاد ومضينا في اخر الامر لمائدة التفاوض لنجلب السلام لشعبنا وبلادنا، لقد وقعنا على اتفاقية جوبا للسلام، بعد ثورة ديسمبر المجيدة، بأمل ان نكتب نهاية لمرارات الحروب في بلادنا السودان. وان نفتح الباب لمسيرة السلام والتعمير، ونوحد بين السودانين علي اسس جديدة ونعتمد المساواة كاساس للحقوق والواجبات ولهذا الهدف كان السلام الذي حضرنا به الي الخرطوم وشاركنا به في الحكومة الانتقالية هو البوصلة التي نهتدي بها في اتخاذ اي قرار او قبول اي تكليف، هذا السلام الغالي الذي اصبح مٌهدداً، وهنا أٌثني علي دور رفاقي بإتفاق سلام جوبا واتوجه اليهم بالثناء علي سعيهم المتواصل لإنهاء الحرب الحالية وحفاظهم علي السلام الذي تم توقيعه في العام 2020؛ إن واجبنا اليوم هو العمل على ايقاف هذه الحرب والتوصل الي الحلول المنطقية عبر مائدة التفاوض لإيقافها والحد من آثارها وتخفيف وطأتها على شعبنا الحبيب.

الشعب السوداني الصامد الصابر البطل
لقد قبلت اليوم التكليف بتولي منصب نائب رئيس مجلس السيادة، ليس بديلا لأحد ولا انحيازا لاي طرف غير السودان ومصلحة مواطنيه اولا واخيرا، وان عزمي للعمل من خلال هذا التكليف على الاولويات التالية:

اولا
تسخير كافة قدراتي وبذل كافة ما في إستطاعتي لإستكمال ما بدأته انا وزملائي للعمل على التوصل لإيقاف اطلاق نار دائم، ثم العمل على إيقاف الحرب بشكل مستدام وإسكات صوت البندقية في بلادنا الحبيبة، مسخرا في ذلك كل خبراتي السابقة ومعرفتي بتفاصيل النزاع والخلاف بين القوات المتقاتلة حاليا لاسيما وانني علي تواصل مستمر مع كلا الطرفين.

ثانيا
العمل على تخفيف وطأة المعاناة الانسانية الواقعة على ابناء شعبنا، العالقين في مناطق الحرب، والعالقين في المعابر، والنازحين واللاجئين، والعمل على استعادة الخدمات الاساسية وتوفير العون الانساني من ماء وغذاء ودواء والإحتياجات الاساسية لكافة المتضررين من الحرب وللمواطنين والمواطنات في كافة انحاء البلاد، وهنا لا يسعني الا ان اتوجه بالتحية والإجلال لشباب لجان المقاومة والمتطوعين في غرف الطوارئ والاطباء والمهندسين من الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء وغيرهم من الابطال الذين ظلو يعملون بجد لتخفيف اثار الكارثة على المواطنين والمدنيين.

ثالثا
مواصلة العمل الذي بدأناه مسبقا مع وزير المالية وبشكل عاجل على انجاح الموسم الزراعي، وانقاذ بلادنا من خطر المجاعة المترتبة على فشله، والاثار الكارثية لما بعد ذلك.

رابعاً
سأعمل وبشكل عاجل مع كافة ابناء شعبنا والاصدقاء في المجتمع الإقليمي والدولي، وخصوصا مبادرة رؤساء دول الايقاد والاتحاد الافريقي والامم المتحدة وبقية اطراف المجتمع الدولي، على التنسيق فيما بينهم وحشد الدعم لايقاف الحرب بشكل عادل ودائم يضمن السلام وإستقرار طويل الامد في السودان، ثم العمل على اعادة البناء والتعمير.
خامساً
العمل علي إستكمال مسار التحول المدني الديمقراطي الذي رفعت راياته ثورة ديسمبر المجيدة علي أُسس تضمن مشاركة جميع السودانين دون إقصاء وإستصحاب لتجارب وخبرات السودانين العديدة.
كما ان علينا العمل وبشكل جاد ومسئولية وطنية كبيرة على منع انزلاق بلادنا باتجاه اي تقسيم جهوي او قبلي ومنع اي نزاعات او حروب على أُسس قبلية او جهوية بين مواطني بلادنا الحبيبة ومكافحة خطاب الكراهية، لان هذه البلاد لنا جميعاً وستسعنا جميعاً.
انني اتوجه بالشكر الجزيل لاشقاء السودان وأصدقائه في جنوب السودان ومصر واثيوبيا وارتريا وتشاد والسعودية لوقفتهم الكريمة واستقبالهم للشعب السوداني ومعاملته بشكل كريم ونتمنى ان تستمر هذه الجهود في العمل معنا لوقف اطلاق النار ومنع اتساع رقعة الحرب وفتح الطريق لدخول الإغاثات والاعانات للشعب السوداني.

واخيرا
وإني اتوجه برسالة إلي قيادة قوات الشعب المسلحة المؤسسة السودانية العريقة بانه لابديل للسلام إلا السلام و لا مدخل للسلام إلا من باب الحوار.
كما اتوجه برسالتي لقيادة قوات الدعم السريع: لا بديل لاستقرار السودان الا عبر جيش مهني واحد وموحد، يراعي التعددية السودانية، تجربتنا اثبتت ان الحرب لا يوجد فيها منتصر والخاسر فيها هو الوطن، وانه لا بديل غير الاستماع لصوت العقل والتعقل والجلوس بقلب مفتوح وعقل اكثر انفتاحا لتفاوض لا نرجو فيه غير مصلحة الوطن وسلامة وامن المواطنين.
هذه الحرب أكدت بان إجراءات بناء الامة السودانية تعرضت إلي هزة قوية تستدعي العودة إلى مراجعة إجراءات بناء الامة السودانية وإعادة بناء هوية المواطنة السودانية، ودلت أيضاً علي ان عقارب الساعة لن ترجع الي الوراء وليس ثمة امكانية للرجوع إلى الماضي وان السودان سيمضي فقط إلى مستقبل افضل والسلام الدائم تحت رايات الحرية والسلام والعدالة.

باج نيوز