بالصور .. خافوا من أن تتساقط مبايضنا .. تاريخ كأس العالم للسيدات

تنطلق بطولة كأس العالم للسيدات بعد أقل من شهر في أستراليا ونيوزلندا، وسط إقبال جماهيري غير مسبوق بعد بيع أكثر من مليون تذكرة حتى الآن للنسخة التاسعة من البطولة. واحتاج الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى 61 عامًا من إقامة أول بطولة كأس عالم للرجال، لينظم أول بطولة نسائية وكانت بالتحديد عام 1991 في الصين.

ذكرت مجلة “تايم” أن النساء مارسن كرة القدم منذ مطلع القرن التاسع عشر، لكن البطولة المقبلة ستكون تاسع نسخة فقط من المونديال النسائي. تنطلق البطولة يوم 20 يوليو المقبل بمباراتين بين نيوزلندا والنرويج وأخرى تجمع أستراليا بجمهورية أيرلندا، ويشارك 32 فريقًا يتم تقسيمهم على 8 مجموعات ليصعد متصدري كل مجموعة إلى الأدوار الإقصائية. انتشرت المنافسات الدولية في الكرة النسائية واكتسبت زخمًا قبل تدخل الفيفا، حيث نظم اتحاد كرة القدم النسائية الأوروبية المستقلة (FIEFF)، أول بطولة غير رسمية لكأس العالم للسيدات عام 1970، بمشاركة 7 فرق، وأقيمت البطولة في إيطاليا وفازت بها الدنمارك. وبحسب “تايم”، نظم نفس الاتحاد ومقره في مدينة تورينو الإيطالية، بطولة أخرى للسيدات في العام التالي في المكسيك، بمشاركة 6 منتخبات وفازت الدنمارك على الدولة المستضيفة في النهائي.

واستمر تنظيم بطولات نسائية بعد توقف الاتحاد المذكور سابقًا عن التنظيم، وفي مطلع الثمانينات إلى منتصف العقد، نظمت إيطاليا 4 بطولات نسائية. ثم جاءت لحظة حاسمة حينما تحدثت لأول مرة مندوبة النرويج إلين ويلي، خلال اجتماع كونغرس الفيفا في المكسيك عام 1986، وطالبت الاتحاد الدولي بدعم كرة القدم النسائية. خشيت الفيفا من الإضرار بالعلامة التجارية الخاصة باسم “كأس العالم”، فأعلنت عام 1988 عن بطولة من 12 فريقًا في الصين، ولم تطلق عليها كأس العالم. حينها خسرت الولايات المتحدة بفريقها الناشئ ضد النرويج في ربع النهائي، وفازت الدولة الاسكندنافية بالبطولة، وبعدها أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن إقامة أول نسخة من كأس العالم للسيدات في الصين أيضًا عام 1991. كانت هناك مخاوف كبيرة من عوائد الدعايات والإعلانات وهو الأمر الذي رغم تقدمه بشكل كبير إلا أنه شهد جدلًا كبيرًا إلى وقتنا هذا. وكانت مباريات كرة القدم النسائية في البداية أقل بعشرة دقائق من مباريات الرجال، وهو ما جعل قائدة الفريق الأميركي آنذاك أبريل هاينريش، تسخر من المنظمين وتقول إنهم خافوا “من أن تتساقط مبايضنا لو لعبنا 90 دقيقة”. وبالفعل صارت مدة المباراة 90 دقيقة بداية من بطولة العالم التالية في السويد عام 1995. اشتكت لاعبات حينها، وفقًا لتايمز، من أنهن لم يتم التعامل معهن كمحترفات مثلما يحدث مع الرجال، وتعرضن لظلم كبير في الأجور. كما أن طائرة المنتخب الأميركي التي كانت في طريقها لبطولة كأس العالم الأولى في الصين توقفت في السويد والنرويج لتصعد لاعبات المنتخبات على متنها أيضًا لتوفير النفقات.

وقالت بعض اللاعبات إن ملابسهن كانت أطقم استخدمها منتخب الرجال بالفعل، كما أن بطولة كأس العالم لكرة القدم النسائية لم يكن مخصص لها جائزة مالية حتى عام 2007. تطورت الأمور بالطبع بشكل كبير، ليتم إنفاق 435 مليون دولار على البطولة المقبلة، ولتكون الجوائز بقيمة تتجاوز 150 مليون دولار مقارنة بما كانت عليه عام 2019 بقيمة 30 مليونًا فقط. لكن ظل هناك فارق كبير مع الرجال حيث تصل قيمة الجوائز المادية إلى نحو 440 مليونًا. حصلت الولايات المتحدة على بطولة كأس العالم للسيدات 4 مرات من بين ثماني نسخ للبطولة، وسيحاول المنتخب الأميركي تحقيق إنجاز بالفوز لثالث مرة على التوالي خلال البطولة المقبلة. حصدت ألمانيا على لقبين ولقب لكل من النرويج واليابان. فازت الولايات المتحدة بأول لقب في النسخة الأولى في الصين، بعدما تغلبت على السويد بهدفين لهدف، قبل أن تنظم البطولة عامي 1999 و2003 بالأولى وتحصد المركز الثالث في الثانية. اللقبين الثالث والرابع كانا في النسختين الماضيتين، عامي 2015 في كندا و2019 في فرنسا. وتعد ألمانيا الدولة الوحيدة مع الولايات المتحدة التي حققت اللقب مرتين متتاليتين بعد حصد لقبي عامي 2003 و2007. من الغريب أن اسم البرازيل ليس بين المتوجين بالبطولة، رغم سمعة البلاد الكبيرة في اللعبة، لكن تسيطر لاعبتها مارتا على لقب أكثر المسجلات في بطولات كأس العالم برصيد 17 هدفًا بين عامي 2007 و2019. وسوف تمثل مارتا (37 عامًا) منتخب بلادها مجددًا في البطولة المقبلة.

“الحرة”