هيثم صديق

السترة والتستر


[JUSTIFY]
السترة والتستر

هناك فرق كبير ما بين السترة والتستر، فالسترة مستحبة على من أجرم جرما في حق نفسه أما من أجرم في حق الغير، فتتحول السترة إلى تستر.
والتستر يعاقب عليه القانون لذلك ينتظر الشعب السوداني من البرلمان الذي يملك وثائق تفصيلية عن حجم اختلاسات كبيرة أن يكشفها.
فقد أكد العضو البرلماني مهدي أكرت أن النواب يهددون بكشفات اختلاسات كبرى في الجهاز المصرفي، ورغم أن (يهددون) هذه تحتها خط فإننا سنذهب مباشرة إلى الجزء الثاني من حديث عضو البرلمان، الذي أعلن فيه أن بيع أصول مصانع السكر يمثل خطا أحمر بالنسبة لهم في البرلمان باعتباره ثروة قومية واصفا بعض جهات الخصخصة بالقطط السمان والطفيلية والقوى الظلامية.
تصريحات السيد أكرت مقدرة جدا وجاءت في توقيتها، ولعلها بمثابة (دق القراف) لا شد اللجام، فما نطلبه هو توقيف الجمل الجانح لا إخافته.
إن تصريحات العضو البرلماني عن الاختلاسات في الجهاز المصرفي إنما هي قطعة من ورقة ممزقة لابد من تجميعها ليقرأ الخبر في سياقه الصحيح وبمعناه الواضح.
أول قطعة من الورقة الممزقة خرج قبل عدة أسابيع في شكل تحذير من انهيار وشيك في الجهاز المصرفي.
وثاني ورقة كانت في خبر صادم عن قطع بعض الدول لعلاقاتها المصرفية مع السودان
والورقة الثالثة كانت في تصريحات عضو البرلمان بالأمس.
لعلنا كدنا أن نصل إلى أجزاء الورقة كلها أو لعلنا سنكتفي بطرفة الشاعر العبادي لما كان رئيسا للجنة إجازة النصوص الغنائية، فكان يحكم على كل قصيدة من مطلعها فيأمر برميها أو إكمالها فلما طلبوا منه أن ينتظر باقي القصيدة قال لهم: “هسي لو ادخل حمار راسه من هذا الشباك نقول ده حمار أم ننتظر حتى نرى الضنب؟”.
ما لاح لنا من الورقة الممزقة ينبئ عن واقع الحال وأن هناك مشكلة كبيرة تواجه النظام المصرفي في السودان، فلقد عجز عن انقاذ العملة المتردية والمتهاوية وعجز عن تقديم بدائل ناجعة أو خطة واضحة وخرجت روائح المستور فاضحة وفاسدة.
السترة تكون على الأفراد في مسائل فردية، أما التستتر فلا ينبغي السكوت عليه.
أصبح البرلمان الآن متهما أيضا ما بقيت الوثائق الثابتة في أدراجه، ولن يسلم من نعته بالابتزاز للمتستر عليهم أن لم يخرج المستتر كله بحق الأمانة التي تحملها النواب من ناخبين اعطوهم حق أن يحافظوا علي حقوقهم ويصلوا أصواتهم.
…………………………..
من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة بلفظ الحديث الشريف
ومن تستر على مجرم فضحه الله في الدنيا والآخرة بمفهوم المخالفة، وهو أحد أوجه الفقه من قران وسنة وقياس واجتهاد.

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي