هيثم صديق

دارفور من جديد


[JUSTIFY]
دارفور من جديد

بدأت الأحداث في دارفور تعود للسطح من جديد بعد تجدد الهجمات والنهب، فلكأن 2014 هي 2004 لما كانت الأحداث تتصاعد حتى جعلت دارفور شغل العالم الشاغل قبل أن تبدأ الأمور في السنوات الأخيرة في التراجع إلى الأفضل وذلك بفضل الاتفاق المتين مع تشاد.. فما الذي فتح الجرح من جديد؟

لعل الأحداث في أفريقيا الوسطى والجنوب هي المحرك الأول لما يجري الآن في دارفور لما تدفق المقاتلون والسلاح والاستخبارات.. وهذا الثلاثي هو أس البلاء والفناء..

لقد شبت إسرائيل وهي محاطة بالأعداء من كل مكان لكنها كانت تحمل صك الرضاء من الدول الكبرى..

ولقد أقعد السودان وقوعه محاطا بين امتداداته الطبيعية من دول جوار بينه وبينها جميعا وشائج من قربى وتداخل لكنه لا يروق للدول الكبرى..

إن سياسة فرق تسد تبقى القاعدة الاستعمارية المقدسة والناجحة على الدوام في ظل استغفال تام من المخدوعين الذين يستجيبون للإغراء أو التهديد بلا فكر أو تفكير..

إن أكبر مشاكل دارفور تكمن في نسيجها القبلي الهش تجاه بعضه مما ولّد احتقانا دائما وتشابكا للاشيء في كل الأوقات بدون أن تستمر اتفاقيات السلام أو تصمد تهدئات الجودية زيادة على توفر السلاح واستسهال جلب المال من قبل بعض المتفلتين من عصابات تصطاد في الماء العكر..

هذا غير أرباب النضال الكيبوردي من المنفيين باختيارهم إلى الفنادق والمنافع والمنافق ممن يتكسبون بصب الزيت على النار..

إن آلاف النازحين وعشرات القتلى في الحريق المسعور الذي يقوده ملثمون من أفراد ودول وجهات يبقون حالة تحكي عن فصل دامع في تاريخ إقليم كبير بمساحته كان أكبر بسماحته..

تبقى حالة دارفور شبيهة بحالة اليمن، فما تجمعت الجهات كلها في أرض بلقيس إلا لأن اليمن قبائل تعلو على الدولة..

ليس هناك حل إلا بميثاق جامع لكل قبائل دارفور على كتاب الله المعظم ومن أهل دارفور أن التعايش السلمي هو الحل وأن الناشز يحارب ويشكم مهما كان ويكون..

فحرام أن يحفر علي دينار آبارا في الحرم ليشرب منها الحجيج ويشرب أهله السراب ويموتوا بالعطش في هروب متواصل من بطش بندقية عمياء..

تبقى تلاوة يس مهمة جدا لأجل إيقاف النزيف البشري والمادي في الإقليم الغني بأهله وثرواته ولكنها تحتاج إلى جكة أيضا..

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي