هيثم صديق

الملثمون


[JUSTIFY]
الملثمون

لا تخلو صحيفة هذه الأيام من ذكر الملثمين الذين ينهبون ويقتلون ويسرقون في وضح النهار أو جنح الليل في ورديات الزعزعة التي يمر بها الوطن.

بعضهم يبتغي بلبلة وآخرون يريدون مغنما سهلا كهاتف أو عربة وهؤلاء وأولئك بلا وجوه واضحة ليتلطخ وجه البلد بأخبار جرائمهم.. القتل منهم أسهل من إلقاء تحية..

سل

وفي تقرير مخيف خرجت علينا الجهات الماسحة بأن مرض الدرن ضرب البلاد بمعدلات كبيرة وأصبحت أعداد المرضى في ازدياد كل يوم.. وكان الدكتور عمر محمود خالد قد ذكر لنا قبل مدة أن مريضا جاءه في عيادته وبعد الكشف والفحص تبين أن الرجل مصاب بالدرن في مرحلة متأخرة ونصحه دكتور عمر بأن يذهب للمستشفى سريعا.. أتم دكتور عمر الكشف على بقية المرضى وأغلق عيادته وخرج ليفاجأ بمريض الدرن يجلس إلى (ست شاي) ويشرب منها ما تيسر له من قهوة وشاي باصقا وعاطسا في وجهها ووجوه روادها..

إن الخرطوم قد سجلت أعلى معدلات الإصابة بالمرض الفتاك ليكون الناس بين خيارين.. إما أن المرض المعدي يتناقله الناس بواسطة الجلوس العشوائي وغير المقنن للنساء اللواتي يبعن الشاي أو أن الجوع قد ضرب البلاد حتى في قلبها، فالدرن من أمراض الجوع أيضا. على الجهات المسؤولة أن تدرس الظاهرة والأسباب بدون الخوف من إخراج النتائج كما هي مخافة أن يخرج الذين يقتلون القتيل ليسيروا في جنازة الوطن ممن يعدون كل تطبيق للقانون تنكيلا حتى تجرأوا على الحدود فأصبحت الفاسقة بطلة..

هل تدري يا نعسان

وحقيبة الفن تأبطتها منذ نعومة مشاعري فاندهشت لروعة البناء وجلاء الطلاء وزخرفة السقوف، لما أخرج الشغيلة من جدودنا شعرا ينازع المعلقات ويغلب ما أولدته كل عصور النهضة في تاريخ العرب والمستعربين..

كل جمعة أطوف مع عوض بابكر بالحدائق والمراقص والثريات والأقمار والشموس وأعجب لأميين وأشباه أميين من عمال ونجارين و(طُلب) كيف أدنوا لنا الفضاء وأبركوا لنا نوق المستحيل..

شعراء الحقيبة في السودان شيء مغاير ومختلف ومتنوع وبعض المستحيل.

لذلك حق لنا أن نطلق اسم ديمتري البازار على جسم ثقافي فعال يعطي القيمة لرجل كان كاشف ذهب أصليا فأخرج كل هذا الذي يتلاصف في آذان الحسان وأعناق الجميلات فأمسك لنا الأغاني من الابتذال.

لولا السوار والخلال معا

والجلمود في العضد

لتزايلت من كل ناحية

لكن جعلن لها على عمد

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي