الشفقة تطير

جلسة ليست بالقصيرة جمعتني بأحد المتنفذين كال فيها الاتهام للصحافة ونعتها بالاستعجال والشفقة وأنها تريد أن تكتب عن المشكلة اليوم طامحة أن تكتب الحل في عدد الغد (طوالي) فقلت له هناك قضايا قيدت ضد مجهول ناهيك عن إيجاد الحل العاجل أو البطيئ لها وضربت له بآخر مثال وهو قضايا تعويضات المتأثرين بالسيول والأمطار الأخيرة لما قاربت مشكلتهم الحول والكارثة القادمة لعلها في الطريق وقد أخرجت الجهات المراقبة أن بعض المعينات ومواد الإيواء قد (لهفت) وأن جهات كثيرة سوف تؤخر أرجلها عن دعم قادم لو تكررت مأساة لا قدر الله.. الصحافة ليست شفقانة لكن هناك أمور مثل الكفن والحكومة مثل الترزي الذي قالوا له خيط لنا كفنا فقال لهم تعالوا استلموه بعد بكرة.. هل الصحافة شفقانة وهي ترى مشروع المدينة الرياضية وقد دخل في عشريته الثالثة وهي مثل العمر كل يوم في نقصان تناقصت مساحتها بدون استفتاء

لقد أثبت الشأن العام أنه بليلة كتيرة.. وبليلة الكتيرة ما بتفور..

مدّين شديد

والسودانيون يدغمون التاء في الدال بفطرتهم فيقولون للمتدين مديّن وكنت قد رأيت صديقا يطلق ذقنه ويمسك مسبحة فقلت له بقيت مدين فقال لي: (شديد) ليس هناك من لا يطالبني من صاحب البيت وإلى الحلاق والجزار والنجار والغسال. فقلت له كنت أعني أنك أصبحت تقيا.. قال هذه تقية؟!.. ثم قال لي: عليك الله سلفني مائة جنيه.. رسمت على وجهي علامات الكدر وقلت له: والله يا ريت.. هناك فرق ما بين التقوى والتقية فتبينوه.

انتظار الحلو

والضيوف الذين انتظروا الغداء بالساعات فجيئ لهم بكسرة بموية بدون طماطم كتموا غبينتهم وذهبوا للغسيل فأصر صاحب الدعوة أن لا يغسلوا قبل أن يأتي الحلو.. قالوا خيرا وتأملوا أن يستعيضوا بالتحلية سلطة فواكه.. كاسترد.. جلي.. بسبوسة شلخة مطوة.. سلطة مميزة يعني.. فلما أطل ولده صاح صاحب البيت: يا الحلو غسل لأعمامك

يعتريني إحساس الضيوف هذا و(يعتر) لي كلما مشيت في طريق تصديق بعض الوعود التي تطلق كل يوم مثل رصاص الأفراح للاستعراض فقط و(شوفوني).

الحسان ولد

كان مكحلا ومواسى الحاجبين ولا يخلوا إصبع من أصابعه إلا وفيه خاتم أو دبلة وشعره منسدل على أكتافه وسلسلة على عنقه ومعاصمه محاطة بأساور ويتوسط البنات.. رأيته ومعي صديق فهتف والله ده ولد.. تذكرت سواكن وقطيع الأنعام المصدرة فتبسمت ومسكت علي خشمي