8 أسباب للإصابة بالفشل الكلوى
الاصابة بالفشل الكلوي الحاد أو المزمن من الأمراض التى لاينحصر تأثيرها على المريض فحسب بل تمتد الى المحيطين به ايضاً نظراً لما له من مضاعفات بالاضافة إلى تكلفته المادية العالية كما أنه فى غالبية الأحوال فأن العلاج يستمر إلى نهاية العمر سوءاً عبر الغسيل او العلاج الاكلينيكى أو حتى من خلال عمليات الزرع.
وأوضح الدكتور حارث مثنى سعيد أخصائى أمراض وزراعة الكلى بمستشفى القاسمى أنه لا توجد علاقة للسن أو الجنس فى الإصابة بالمرض فهو يصيب الجنسين من النساء والرجال كما أن معظم أعضاء الجسم تشهد نوعاً ما من التدهور مع تقدم السن ومنها بالطبع وظائف الكلى حيث ان قدرات الكلية على التصفية وازالة الفضلات السامة من الجسم لاشك تقل مع مايصاحب ذلك من أعراض.
الجنس والسن:
وبالنسبة للحياة الجنسية للمريض فإن الهدف من عمليات زرع الكلى هو اعادة تأهيل المريض وعودته الى ممارسة حياته الطبيعية ويمكن للرجال والنساء فى هذه الحالة ممارسة حياتهم الجنسية بصورة طبيعية، كما يمكن للنساء الحمل والانجاب بعد مرور عامين من تاريخ اجراء عملية الزرع، وبالنسبة للمرضى الذين يقومون بعملية الغسيل فأنه لاشك ان عملية الاخصاب لديهم تنخفض كفاءتها لانه خلال عملية الغسيل يتم فقط التخلص من الفضلات السامة اى اننا نعالج مضاعفات المرض وليس المرض ذاته.
ويعرف مرض الفشل الكلوي بأنه توقف الكلية عن أداء مهامها الوظيفية والتى تتمثل فى إنتاج البول وتخليص الجسم من الفضلات الزائدة عن حاجته وإنتاج الإنزيمات الخاصة بتنشيط النخاع لإنتاج الدم وأخيراً موازنة السوائل والأملاح فى الجسم.
أسباب متعددة :
ويضيف أن زيادة نسبة المصابين بالمرض تعود إلى تقدم طرق التشخيص واتساع رقعة المصابين ببعض الأمراض المزمنة حيث تمثل الإصابة بالسكرى السبب الأول للإصابة بالفشل الكلوى وتصل النسبة الى نحو 40 % من حجم الاصابات، فيما يأتي المصابين بمرض ضغط الدم الشريانى فى المرتبة الثانية وبنسبة تصل الى 30 %، وتأتي بعد ذلك امراض الكلى الوراثية، والتهابات الكلى المتكررة، والحصوات وانسداد المسالك البولية بالاضافة الى الامراض المناعية التى تؤثر على الكليتين كما ان تعاطى الادوية لفترات طويلة خاصة المضادات الحيوية والادوية المسكنة للالام او تعاطى انواع معينة من الادوية مع بعضها البعض مثل «الفولتارين مع البروفين» واخيراً الامراض الوراثية كأحد مسببات المرض.
ويشير إلى وجود نوعين من الفشل الكلوي هما الفشل الكلوي المزمن والفشل الكلوي الحاد الذى يعني توقف الكلية عن العمل لفترة تتراوح مابين أيام إلى 4 اسابيع ويمكن للمريض فى هذه الحالة أن تستعيد كليته فعاليتها وتعود للعمل من خلال العلاج إذا ماتم علاج الأسباب مثل إنسداد المجارى البولية او بعض التهابات الكلى الحادة.
حيث يمكن استعادة جزء من فعالية عمل الكلى وبالتالى يعود المريض الى حالته الطبيعية، وبالنسبة للفشل الكلوي المزمن فهو ماينتج عن توقف عمل الكلية لفترة تزيد عن 3 شهور وهى الحالات التى تستدعي الغسيل وفيما بعد قد تصل الى الزرع. ويضيف ان الفحص السريري لايعطي نتائج واضحة وحاسمة وفى بعض الحالات يُظهر تضخم فى حجم الكليتين فى حالات قليلة نتيجة انسداد المجاري البولية او فى حالات التكيس المتعددة.
الأعراض:
ويشير إلى أن المشكلة الرئيسية فى تشخيص مرض الكلى هو ان المرض لايعطى فى بدايته اشارات واضحة وعادة مايظهر المرض بصورة واضحة عند الوصول الى مراحل متأخرة لذا فأنه يفضل بصفة عامة اجراء عدد من التحاليل أهمها فحص الدم ووظائف الكليتين، تحليل ادرار البول وبيان نسبة البروتين.. قياس ضغط الدم، وتتمثل الأعراض المتأخرة للإصابة فى النحول والضعف العام، الإصابة بفقر الدم مع تغير لون البشرة الى اللون الرمادى «EARTH».
بالاضافة الى عدد من الأعراض المصاحبة تتمثل فى عدم القدرة على السير أو إرتقاء الدرج مع الشعور بألم مستمر فى الرأس بالإضافة إلى ذلك تنخفض القدرة على إنتاج البول مع التبول الليلى المتزايد.. ومن المعروف أن مثانة الإنسان قادرة على تحمل 500 سم مكعب من الماء وهو مايعنى إمكانية تحمل الإنسان لهذه الكمية والنوم لمدة 8ساعات متواصلة دون استيقاظ.
لذا يعد كثرة التبول مؤشراً لوجود إضطراب ما، كما يصاب المريض بضيق التنفس والشعور بالحموضة مع فقدان الشهية لتناول الطعام، وفى الحالات المتأخرة يصاب المريض بالغثيان والقيء وعدم القدرة على التبرز وتأخره لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام.
الحصوات المتكررة:
ويضيف د. حارث انه يجب على المرضى الذين يعانون من انتاج الحصوات بشكل متكرر فى المجاري البولية إجراء تحاليل الإدرار وتحاليل الدم الخاصة ببعض الأملاح مثل الكالسيوم والفوسفور أو اليورك اسد والماغنسيوم وقياس هرمون الباراثرفون فى الدم، وتجرى تلك التحاليل بشكل دوري مرة سنوياً على الاقل كما ينصح جميع المرضى الذين يصابون بأعراض الكلى بأجراء فحص اشعة السونار.
الفشل الكلوى:
ويتم خلاله العلاج بواحدة من ثلاث طرق هى الغسيل الدموى «التنقية الدموية» بواسطة اجهزة التنقية الدموية حيث تتم عملية تنقية لدم المريض من خلال سحب الدم من زراع المريض الى الة الديلرة «الة الغسيل» للتخلص من النفايات واعادة الدم نظيفا الى الجسم من خلال انبولب بلاستيكى او معدنى يستخدم لسحب السوائل واعادتها مرة اخرى. وتستمر هذه العملية لمدة تصل الى نحو 4 ساعات كل مرة وبواقع ثلاث مرات اسبوعياً.
الطريقة الثانية وهى الغسيل البريتوني او «الصفاقي» ويتم فيها زرع انبوب فى بطن المريض جراحياً واعطاء محاليل خاصة للمريض حيث يقوم المريض بنفسه او بمساعدة المرافقين له فى المنزل بأجراء عملية الغسيل وادخالها للبطن وتركها لفترة محددة تتغير وفقاً لحالة المريض مع تفريغها كل ساعتين الى 4ساعات.
الطريقة الثالثة وهى إجراء زرع للكلى وهو مايتطلب وجود متبرع متوافق من ناحية فصيلة الدم والتحليل النسيجى مع ضرورة خلو المتبرع من الامراض السارية والمعدية وضرورة التأكد من عدم وجود اية اسباب يمكن ان تودي الى تدهور الحالة الصحية للمتبرع وفى هذه الحالة يمكن اجراء عملية الزرع وعادة فإن التحضير للعملية يستغرق نحو الشهر ويظل المريض خاضعا للاشراف الطبى داخل المستشفى لمدة اسبوعين ويستمر فى المتابعة لمدة 6شهور من تاريخ اجراء العملية.
المضاعفات:
ويشير د. حارث الى وجود بعض المضاعفات لعملية الغسيل الدموي من بينها احتمال الاصابة بالتهاب او نزيف كما يوجد احتمال لانسداد الرابطة الشريانية الوريدية او حدوث انسداد فى انبوب الغسيل، وفى بعض الأحيان قد يحدث إنخفاض فى ضغط الدم.
وبالنسبة للغسيل البرتيوني فان غالبية المشاكل تتركز بشكل عام فى تغير موقع الانبوب الخاص بالغسيل بسبب حركة الامعاء وفى بعض الاحيان فان انسداد الانبوب من الممكن ان يؤدي الى تكون الرواسب الدهنية فى الجسم. اما بالنسبة لعمليات زرع الكلى فإن اخطر المضاعفات تتمثل فى رفض الجسم للكلى المزروعة بالاضافة الى امكانية حدوث بعض الالتهابات.
أنواع
ويقول ان مرض القصور الكلوي يقسم الى 5مراحل حسب نسبة وظائف الكلى فى الدم ويقاس بمعدل «MDRI» على النحو التالى:
ــ المرحلة الاولى تكون وظيفة الكلى من 90 ـ 120.
ــ المرحلة الثانية من 89 ـ 60
ــ المرحلة الثالثة من 59 ـ 30
ــ المرحلة الرابعة من 29 ـ 15
ــ المرحلة الخامسة من دون الـ 15وتمثل المرحلة الخامسة مرحلة الفشل الكلوي التى يتم خلالها علاج السكر والضغط وفقر الدم بالاضافة الى اختلالات املاح الكالسيوم والفوسفور واعتلال الغدد والافرازات الهرمونية للسيطرة على الالتهابات.
المصدر :البيان