هيثم صديق

“هو أنا اسمي مكتوب”


[JUSTIFY]
“هو أنا اسمي مكتوب”

أبدى لنا الأستاذ عثمان ميرغني ملاحظة جديرة بالاهتمام لمّا قال لنا إن هناك خبراً صغيراً ومنسياً في زاوية مظلمة من أية صحيفة، قد لا ينتبه له كثيرون، إلا أنه مرتبط بالخبر الرئيس بنحو ما.. كان الأستاذ يتحدث إلينا في رحلة ترفيهية لـ(اليوم التالي).. أمس قرأت عناوين الصحف ووجدتها تتحدث عن إطلاق سراح المتهمين بالاعتداء على المال العام من موظفي مكتب والي الخرطوم بعد أن أرجعوا المنهوب إلى مكانه وتحللوا منه، وحلال عليهم الفوائد، والأخيرة من عندي.. طفقت أبحث عن خبر لا يسترعي الانتباه ويرتبط بهذا الخبر الواضح..

في صفحات الجريمة، كان هناك خبراً عن شروع شاب في الانتحار باعتلائه لبرج كهرباء.. السبب الذي دفع الشاب للانتحار هو أن اسمه غير مكتوب.. ليس في كشف الترقيات، فيبدو أنه لا يعمل.. ولا في كشف السفريات، ولا في (لستة) المستحقين لأراضٍ وعربات.. الشاب شرع في الانتحار لأن اسمه غير مسجل في كشف لتسهيل الزواج قامت به جمعية خيرية..

الشاب الذي سجل خمس مرات وسقط اسمه من الكشوفات اعتلى أحد الأبراج بشرق النيل وهدد بالانتحار..

كل أمنيته في ألف جنيه و(شوية هديمات) وعفة.. واللاهفون أرجعوا قرابة العشرين مليون، كانوا قد غلوها من غنيمتهم بعد معركة خاضوها ضد الشعب السوداني وانتصروا بالقاضية..!

بربكم كم تزوج هذه المليارات (المتلتلة) لمثل ذلك الشاب.؟

ومن عجب أن الذين استولوا على الأموال وأرجعوها.. أُخرجوا إلى بيوتهم.. ولم تُذكر أسماؤهم خوفاً عليهم من السمعة.. وأجزم أن الشاب قد (تلتلوه) في القسم..!!

لرُب موظف مستقيم بيده المفاتيح يضرب في الأمور الآن، بأنه لو أخذ خمسة ملايين واشترى عملة أجنبية، وزادت تلك العملة وباعها ووووو.. وزجاجة السمن تتلاصف كما في القصة..!

أوليس هذا الأمر يدعو للغبينة، وهناك من يمكث في السجن لأنه سرق مائة جنيه..

أفلا يعد هذا تركاً للشريف، وكان المصطفى المعصوم (صلى الله عليه وسلم) قد قال: (إنما أهلك الذين من قبلكم، إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد) أفلا تعد هذه سرقة..؟

إن كانت هناك فقرة أو نصاً في القانون يدعو لترك السارق، فهو نص فاسد، لأنه يتعارض مع المنصوص عليه من كتاب الله..

لقد تدلى موظفون تحت عقد المشانق في الصين لأنهم سرقوا.. وأُعيدت الأموال غصباً.. هذا إذا كانت القوانين مستمدة من غير الدين..

لطفك يارب..

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي