هيثم صديق

هجمة مرتدة


[JUSTIFY]
هجمة مرتدة

لن نتحدث عن حكم كرة القدم المتشدد الذي طالب بإقامة الحد على المهاجم السارق وقطع يده.. لنقل إنه أمر بإقامة الحد على هجمة (مرتدة)..

فلم يكن للبلاد خبر ليوم أمس ولأيام تالية بأكثر من الحكم بإعدام الطبيبة المرتدة، وما بين مؤيد ورافض وتطاقش الفتاوى، فإن الأكيد أن القاضي قد حكم بنص في القانون الجنائي السوداني.

وإن كان الحكم بسجن السارق يبقى غريباً، ونص الحكم من القرآن واضح وجلي.. (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما…)(الآية)، و(والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها)..(الحديث)..

بلا شك ستكون قضية الطبيبة قنبلة دخان يدخل تحت ظلامها كثيرون ويخرج كثيرون داخلياً وخارجياً، ولعل بيان إمام الأنصار السيد الصادق المهدي أمس هو بعض ما نعني..

لقد جاءت استتابة الطبيبة المرتدة مع توقيت رفض التسجيل للحزب الجمهوري الذي أسسه المرحوم محمود محمد طه، وكان قد اُستَتِيب أيضاً في تهمة مماثلة قبل أن يعلق على المشنقة مخلفاً جدلاً لم ينقض حتى الساعة..

*هجمة مرتدة أخرى وشديدة جاءت على المشهد السياسي، فبعد أن ضغط الجميع على مرمى الحوار إذا بردة ظاهرة، وإن كانت ناعمة في بعض الأحيان، فيبدو أن الحوار يواجه تحديات داخلية بين الأحزاب المعارضة والحزب الحاكم.. ما يجعله مثل الضل الوقف ما زاد.. فبعض قوى المعارضة تظن أن الحزب الحاكم يعاملها كـ(شحاد)، والبعض في الحزب الحاكم يظن ذلك.. وتطل القهقهة قبل النكتة: (جاء شحاد لبخيل يطلب أكلاً.. فقال له البخيل: هل تأكل الـ(الخدرة) البايتة، فقال السائل الجائع مستبشراً: نعم. فقال له البخيل: خلاص تعال لينا بكرة أصلو الليلة يادوب طابخنها).!!

هجمة مرتدة أخرى يواجهها اتفاق الدوحة بانسلاخ متعدد لبعض الموقعين من الحركات الموقعة وتهديد متصل بالنكوص رغم أن الذي أفضى إليه الاتفاق مبشر جداً بحساب الواقع في الإقليم المنكوب..

* تبقى أشرس هجمة هي ما يتعرض له المواطن اقتصادياً بعد أن زردت أنشوطة الأسعار كل حلقها.. وتفشى الغلاء لدرجات غير مسبوقة، فأصبحت بعض العملات المتداولة لا تشتري شيئاً، ولعله أمر غريب أن لا تشتري أصغر عملة متداولة أية سلعة ولا يقبل بها طفل..

زرت أكثر من أربعة أطباء من ألم في ظهري.. وكتب لي كل واحد منهم دواءاً مغايراً وإن اتفقوا أن الماء أصبح (مخيفاً) حتى في بعض مصانع المياه النقية تعضيداً لحديث المواصفات.. نخاف أن يظلنا زمان نقرأ على قوارير المياه تحذيراً كالذي في علب السجائر.. ونقرأ تحذيراً على كل سبيل ماء كالذي يكتب في لافتات (ودعماري)..

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي