هيثم صديق

(اليوم التالي) انقلاب أشعب!


[JUSTIFY]
(اليوم التالي) انقلاب أشعب!

وطرفة أشعب مع الصبيان مشهورة.. لما ضايقوه، قال لهم: لماذا لا تذهبون لبيت فلان وعنده وليمة كبيرة.. جرى الصبيان إلى بيت فلان وتأخروا هناك، فمسكت أشعب (أم هلا هلا)، فقال لعل الأمر حقيقة ولحق بهم.. أول أمس امتلأت الأسافير بخبر عن إحباط محاولة انقلاب واعتقال قادته.. ولعل الذين أطلقوا الخبر قد لاحقوه بعد ذلك يستبينون (صحته).. ولو بثت الإذاعة مارشات عسكرية لأرسلوا برقية تأييد.. وتحضرني هنا طرفة عمنا علي الأجهوري.. وكان (معلم بناء) لا ينزل عن سقالته إلا بعد سماعه لموسيقى برنامج (عالم الرياضة) الشهير في إذاعة (أم درمان) فكان أن احتال عليه أحد (الطُلب) من الشغيلة بتسجيل موسيقى البرنامج في شريط كاسيت وأداره بعد الواحدة (بالقديم) بقليل.. فأمرهم الأجهوري بالنزول وهو في استغراب لمرور الزمن بهذه السرعة..
أغرب ما كان من أمر إشاعة الانقلاب أن تشكيلته ضمت (ود إبراهيم) من جديد.. ولعل اسمه كما في مجاملات الأصحاب (أساسي قبل الكراسي)..
لعل انتشار قوات الدعم السريع واعتقال الإمام الصادق وحملة الشرطة قد هيأت الجو لإطلاق مثل هذه الإشاعات، إلا أن الشهر لا يقوى على حدوث انقلاب، فشهر مايو قد حجزه النميري منذ خمسة وأربعين عاماً بالتمام والكمال، كما أن الشهر القادم هو شهر هذه الحكومة، ولعل بعده شهر (شؤم) لحركات التغيير والانقلابات في السودان من حركة هاشم العطا وحتى (المرتزقة) ليبقى شهر (أغسطس) مناسباً.. بحسبان أن الشهر الذي يليه هو سبتمبر، والذي يصادف مرور عام على الهبة التي -ما عملت الحبة- لما أراد المجمدون من القيادات تبنيها.. وقد كانت تهدف لإسقاط الأسعار لا النظام..
من نافلة القول إن أكتوبر مجرب.. ونوفمبر كذلك.. الأول ثورة.. والثاني انقلاب..
الدعم السريع لقوات الأمن الذي التف حول العاصمة.. لم يمنع دعماً سريعاً من عقار وغيره للصادق المهدي في محبسه الذي ذهب إليه متعمداً، كما أذهب ابنه إلى القصر.. فلقد خرجت بيانات وبرقيات ودعوات من جهات عدة تؤيد الإمام الحبيس.. وتدعو إلى إطلاق سراحه.. وقد كان مغضوباً عليه قبلها بقليل..
………………………………………….
كنا قد تحدثنا قبل مدة عن قضية لأصحاب المواعين النهرية، وأن جسمهم النقابي الشرعي يمنع عنه التيار الكهربائي مع إعطاء النور لغيرهم من أهل الصفة.. بعد مدة وجد أن الجميع يوصل عشوائياً.. وهناك ظلام تحت بهرة الضوء الذي يراقص أمواج النيل.. لنا عودة بالتفصيل بإذن الله.

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي