النهر المتجمد
يا نهرُ هل نضبتْ مياهُكَ فانقطعتَ عن الخرير ؟
أم قد هَرِمْتَ وخار عزمُكَ فانثنيتَ عن المسير ؟
***
بالأمسِ كنتَ مرنماً بين الحدائقِ والزهور
تتلو على الدنيا وما فيها أحاديثَ الدهور
***
بالأمس كنتَ تسير لا تخشى الموانعَ في الطريق
واليومَ قد هبطتْ عليك سكينةُ اللحدِ العميق
***
بالأمس كنتَ إذا أتيتُكَ باكياً سلَّيْتَني
واليومَ صرتَ إذا أتيتُكَ ضاحكاً أبكيتني
وإن كان ميخائيل نعيمة صاحب الأبيات أعلاه قد قالها في نهر ذات صقيع إلا أنها تخيل على النيل..
فسليل الفراديس هذا ينام الناس على ضفافه عطشا وتردم ضفتاه بالنفايات، فصار ضحلا كحلول تنشر كل يوم لمشاكلنا كأنما أملتها البصيرة أم حمد.
إلا أن الحل سهل جدا للشعب العطشان، فعلى كل رب أسرة أن يضطلع بمسؤولياته ويشتري ما يلزم أسرته من الماء من البقالات، فموية الصحة تتعدد مصانعها، وهي متوفرة جدا ومنعشة في الحمام تساعد على نظافة الملابس بأسرع من الماء العادية، وفي غسيل العدة (حاجة) تانية.
ونسأل بلا براءة عن عدم استقاة مدير هيئة المياه والمظاهرات قد خرجت في كل الخرطوم والبراميل أصبحت ترش الطرقات بتسرب الماء منها، وهي تحوم من مكان لمكان من الأصيل حتى الحمار ومن الحمار للأصيل، ولو جاءت طيارة لتضرب حمار كلتوم فلن تجده من كثرة الحمير التي تجوب الطرقات تعطي الغريب والقريب ماءً
لن يقال مدير المياه لأن من إنجازاته ربما- إنه حفر لنا النيل…
ونتمنى أن تكثف المدارس مع الدعاة والأئمة في شرح كيفية التيمم للطلاب والمواطنين خصوصا أن رمضان على الأبواب مع إعلان تضامننا الكامل مع (المترشرشين) من أهل (الجرسة) الذين لربما لن يجدوا ما يكفي لإكمال يومهم.
وكان رجل قد أعطى حلاقا ذات نهار غائظ من رمضان ماضي مائة جنيه على أن (يبخه) ببخاخ الماء فقط أطول فترة ممكنة.
وكنت قد استغربت طويلا في أغنية الفلاتية (الليمون سقايتو علي) إذ أن سقاية الليمون ليست صعبة قبل أن نتفاجأ بأزمة المياه الآنية مما يعني أن موجة عطش قد ضربت الخرطوم سابقا.
هذا وكنا قد أردنا أن نمد خط ناقلا للماء، فوجدنا عنتا وتعنتا، فأشار علينا أحدنا بمسح الشوارع فأبينا ومسحنا على الجوارب.
[/JUSTIFY]هتش – صحيفة اليوم التالي