ما هي مخاطر الحمل بعد سن 35 عاما؟
تعد مرحلة الحمل مهمة جداً بالنسبة للسيدة، لولادة طفل سليم، وحمل السيدة فى سن متقدمة، يترتب عليه العديد من الأمور المتعلقة بصحتها وصحة جنينها، حيثُ يتبع تقدم العمر ضعف فى الأداء الوظيفى لأجهزة الجسم المختلفة، ومنها القدرة الإنجابية، وقدرة الجسم على التكيف مع الحمل، وبالتالى تصبح عرضة للمضاعفات بشكل أكبر إذا ما قُورنت بصغيرات السن، إلا أنه وفى ظل التطور العلمى، والخدمات الصحية، وازدياد الوعى الصحى، فإن فرص الحمل والولادة الآمنة، مازالت أعلى من فرص حدوث المضاعفات.
لذا فإن إنجاب طفل بعد 35 عاما أصبح أمرا شائعا جدا، غير أن إنجاب الأطفال في وقت متاخر أيضا له مزايا، حيث يشعر الزوجان أنهما أكثر نضجا وأنه الموارد المالية أصبحت أفضل حيث تكون الأمور اكثر يسرا.
وهناك بعض الأسباب التى تجعل السيدة فى عمر متقدم ترغب فى الإنجاب، منها رغبة الزوج أو رغبتها هى نفسها، لشعورها بالفراغ بعد أن كبر أبناؤها، أو لحاجة نفسية لدى السيدة، مثل هروبها من الشعور بأنها شارفت على سن انقطاع الدورة الشهرية، ومن الأسباب أيضاً، زواج الفتاة فى سن متأخرة، وهو أمر شائع فى معظم المجتمعات، وقد تواجه السيدة بعض المخاطر على صحتها وصحة جنينها فى حال حملها بعمر متقدم.
المضاعفات:
هناك مضاعفات لها تأثير مباشر على سلامة الأم، ومنها زيادة احتمال الإصابة بمرض السكرى، أو ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل، ما يطلق عليه “تسمم الحمل” خاصة لدى المريضات اللاتى يعانين من ارتفاع ضغط الدم المزمن.
والذى يحدث عند تقدم العمر لدى البعض، حيثُ إن حوالى 6% من النساء فوق سن الـ 35 يعانين من هذه المضاعفات، مقارنة بنسبة 1.3% من النساء فى المراحل العمرية الأقل، وهو ما أكدته بعض الدراسات.
ومن المضاعفات أيضاً، حدوث التجلطات الدموية بالأوردة ومضاعفاتها، أو حدوث نزيف بعد الولادة، نتيجة ارتخاء شديد بعضلة الرحم، وهى تحدث بنسبة أكبر لدى متعددات الولادة، التى تؤدى بالتالى إلى ضعف عضلات الرحم، ما يقلل قوة تقلصها عقب الولادة.
مخاطر الحمل المتأخر:
من أكثر مخاطر الحمل في سن متأخر هي الحمل في أطفال يعانون من متلازمة داون، لأن المخاطر تكون أعلى كثيرا حين يتعدي سن المرأة الـ 35 عاما. ومع ذلك، فالفحص عن طريق البزل والذي يتم وصفه أيضا بشكل روتيني بدءا من 38 عاما، يتيح اكتشاف المرض من الشهر الثالث.
ثانيا، المشاكل الصحية أثناء الحمل ومنها (ارتفاع ضغط الدم والسكري اثناء الحمل…) هي أكثر شيوعا مع التقدم في السن ويكون الشعور بالتعب أكثر.
مخاطر حدوث الولادة المبكرة والإجهاض أعلى أيضا، فالحمل بعد 35 عاما يجب أن تتم متابعته عن كثب لأنه من خلال الرصد المنتظم لن تتعرض الأم لأية مشاكل كبيرة أثناء فترة الحمل.
حمل السيدة فى عمر متقدم، يؤثر على صحة الجنين، فكلما زاد عمر البويضة تقل كفاءة تلقيحها بشكل سليم، ويكون الأنقسام التكاثرى للكروموسومات غير متوازن، الأمر الذى ينتج عنه إصابة الجنين بتشوهات خلقية، مثل متلازمة داون، وتزداد النسبة بزيادة العمر، ففى حين تكون نسبة الحدوث لدى الأمهات فى عمر 25 هى 1/ 1376، ترتفع فى سن الـ 35 إلى 1/ 424، لتصل النسبة إلى 1 لكل 31 حالة عند سن 45، وإلى جانب المضاعفات السابقة، يكون للولادة المبكرة تأثيرها المباشر على سلامة المولود، وذلك لعدم النمو الكامل لأجهزة الجسم الحيوية، مثل الرئة والأوعية الدموية، ويكون عرضة بشكل أكبر للإصابة بالالتهاب البكتيرى، وبالتالى احتياجه لعناية فائقة لفترة قد تصل إلى عدة أسابيع فى بعض الحالات.
أما إذا كانت الأم تعانى من مرض مزمن، مثل السكرى وضغط الدم، فإن لهذين المرضين تأثيرهما على الأم والجنين أثناء فترة الحمل والولادة، ومتابعة مستوى نسبة السكر لمستويات طبيعية، والتحكم فى ضغط الدم بالعلاج المناسب، ضرورى للحفاظ على سلامة نمو الجنين داخل الرحم، ويجنب الأم التعرض لمضاعفاتهما.
نصائح ضرورية عند اتخاذ قرار الحمل المتأخر:
– على الأم المتابعة المنتظمة لدى الطبيب، ويفضل دائماً الانتظام لدى طبيب واحد يتابعها من بداية الحمل، حتى تمام الولادة.
– عليها إجراء الفحوصات اللازمة التى ينصح بها الطبيب منذ بداية الحمل، للتأكد من سلامتها وسلامة الجنين.
– التشخيص المبكر لأى تشوهات خلقية لدى الجنين، وذلك يتم عن طريق إجراء بعض فحوصات الدم للأم، خلال الأشهر الأولى.
– فحص بجهاز الموجات فوق الصوتية للجنين فى عمر 9-11 أسبوعاً، لقياس ما يسمى بـ nuchal translucency حيثُ يعنى بملاحظة قد تدل على كون الجنين مصاباً بمتلازمة داون.
– فى الشهر الرابع تجرى تحاليل تسمى بالثلاثى، وهو يقيس نسبة هرمونات معينة لدى الأم، تكون نتائجها ترجيحية، أى أنها بمفردها لا تكون مؤكدة، ولهذا يُجرى فحص آخر إلى جانبها، ويكون بأخذ بذل من السائل الأمينوسى عن طريق سحبه بإبرة خاصة، تمرر من البطن إلى داخل الرحم تحت المراقبة بجهاز الموجات فوق الصوتية، وهو إجراء يتم بالعيادات الخارجية، لا تحتاج الأم إلى التنويم بمستشفى، ويتم باستخدام بنج موضعى فقط، وهذا السائل به خلايا يتم فحص تكوينها الكروموسومى، وتدل على التكوين الكروموسومى للجنين.
– هذا الإجراء التداخلى إذا تم بواسطة المتخصصين ذوى الخبرة، فإن احتمال حدوث الإجهاض بسببه، لا يزيد على 1%.
– تحديد الوقت والمكان المناسبين للولادة من قبل الطبيبة، على أن تكون الولادة بمستشفى معدة للتعامل مع التشوّه المتوقع.
المصدر :البوابة