كأس العالم السياسي
كانت إسبانيا بطلا للنسخة السابقة من بطولة كأس العالم، وبهذا الإحساس جاءت هذه المرة حتى إذا ما بدأ الدوري كان التغيير قد بدأ ايضا واختلت موازين القوى.
تركيا في القرن قبل الماضي كانت الآمر الناهي في كل الشرق الأوسط بسطوة السلطنة العثمانية، وكان محمد علي في الإستانة يمسك بريموت كل الدول قبل اكتشاف التلفزيون و(الطرابيش) الحمر تحكم أكبر رقعة قد دانت لدولة..
بعد ذلك جاءت إلمانيا وحزبها نازي وما بين الحربين العالميتين كان هتلر مايسترو يقود كل العازفين..
ثم جاءت أمريكا بعد ضربها لليابان بالقنبلة الذرية تتمنى أن تصل إلى مكانة الاتراك أو النازيين..
ووقف لها الاتحاد السوفيتي كندٍّ شرس تدفعه عقيدة الحزب الشيوعي.. ثم كما إسبانيا في كرة القدم انهزم الاتحاد السوفيتي وأصبح دولا..
وأمريكا تنفرد بحكم العالم وجدت أنه لابد من صراع حتى يتسنى لها أن تحلب بقرة الثروات..
وبقرة الثروات لا تحلب إلا بإقامة الثورات فلم تدع أمريكا مكانا إلا وقد أقامت فيه ثورة ومدت بالسلاح فصا قطيع الأبقار كله بين يديها ومدت سطلها تحت كل ثدي من ثروة حتى الثور حلب في جوطة الواقع الراهن..
التاريخ يعيد نفسه وتتشابه قصصه ولكأن ما يقع الآن قد وقع بالأمس، ويمكن التنبؤ بما سيقع مستقبلا.. فالأحداث مثل طريقة الأكل قد تتغير الطبخة أو أداة التناول، لكن الفم لابد أن يكون موجودا والأسنان واللسان واللعاب..
احتل الثوار في ليبيا بنغازي والقذافي موجود ثم مصراتة ثم وثم فإذا ليبيا كلها تحت سيطرتهم واستتب لهم الأمر تماما قبل أن ينقلب الآن في هجمة مرتدة وذات الأمر حدث في سوريا لما أصبح الأسد الصغير لا يملك إلا دمش ثم أراد الهجمة على الجيش الحر وتناحر فيما بينه وتشابهت الوقائع في مصر لما رمى الثوار تمثال الفرعون مباركا وهدوا صنمه فما هي إلا شهور وقد رفعت مصرا صنما آخر بذات البزة العسكرية ومحاربة الإسلام السياسي، وقد كان يمكن للسيسي أن يأتي حاكما لمصر خلفا لمبارك لو لم ينو مبارك التوريث..
وهاهي العشائر أو داعش أو السنة أو سمها ما شئت تزحف نحو بغداد في عراق صار مزعا.. قد تدين لهم السيطرة، ولكن إلى حين فلربما يمكنهم القضاء عليهم..
اقرأ هذه الأيام في كتاب (البداية والنهاية) لابن كثير وما وجدته كأنه الآن كثير.. هل غادر الثوار من متردم..
هتش – صحيفة اليوم التالي