جوة الجك
ولا نعني بأي حال العصير الذي سيكون سيدا في كل البيوت اعتبارا ربما من الغد لما يتطاقش الثلج داخل الجك كما تطاقشت مجموعات وأفراد يريدون أن يحتطبوا من غابة قضية أبرار..
(جوة الجك) رأيتها مكتوبة – وحاة الله- على صدر تي شيرت (فنيلة) يلبسها أحد الشباب يتقدل بها في شوارع الخرطوم
لربما عني بها (حلو مر) أو قصد بها (موية ليمون) أو لربما هدفا محققا كما له تقال
وكانت أسماء الموضة لا تكتب عليها بل تطلق شفاهة وتندلع مثل شكلة في أول يوم في رمضان
لكن من استورد هذه التي شيرتات كتب اسم الموضة عليها مبتدرا فتحا جديدا في عالم (الفوضى) لا الموضة؟
كيف سمحت السلطات من جمارك ومقاييس بدخول مثل هذه الكتابة المبتزلة التي إن لم تكن تحمل مضمونا سيئا فيكفيها أنها لا تحمل أي مضمون؟
وغدا سيأتي آخرون بتقليعات أخرى، فكما اكتشفت جماعة أن مراتب الإسفنج تزيد الدجاج تتبيلا، فإنا نخاف من خلطات قادمة أو لا تزال مع ما نأكل باطمئنان مخافة أن نتقيأ باثر رجعي كما في قصة المرأة المصرية التي كانت قد اشترت طقم أسنان ذهبي من رجل اسمه عباس، وبعد عشرين عاما قبض على عباس بتهمة نبش القبور لاستخراج أسنان الميتين الذهبية فـ (طرشت) المرأة..
(جوة الجك) لعلها بداية مرحلة الحوار الوطني لما تم تسليم الدعوة من البرلمان لمائة وستة عشر حزبا للمساهمة والمداولة في قانون الانتخابات المزمع تعديله.
(جوة الجك) لعلها وقوع الجميع في دائرة الضوء بعد تنامي الوسائط الإسفيرية فأصبح أي خبر غير مدعوم بالصور برة الجك..
ولقد قال لي مرافقي إنه لو أعطي أموالا ليلبس هذه (الفنيلة) لساعة لما قبل فقلت له إن هذا لا ينفي أن هناك من يتمنى أن يجد هذا القميص ليقشر به، والحمد لله إن البناطلين كانت سستما فقط..
هناك تحول كبير طرأ على الشارع السوداني وأصبحت الغرائب سابقا قرائب للناس هذه الأيام، فلربما قابلك من تدرع بالدبل والخواتم في كل أصابعه وتدلت من صدره الايقونات والسلاسل، وهو يجاورك في المسجد تنظر إليه بريبة ويبدو من نظراتك عليه الاستغراب..
كان السلف الطالح من الأبناء يدس السفة والسيجارة عن والديه وجاء الخلف الفالح ليواجه اباه بجوة الجك..
وعلى قول شوقي بدري لما استغرب من ضيعة هيبة الكبار قال له صديقه (ما الكبار بقينا نحن يا شوقي اخوي)..
هتش – صحيفة اليوم التالي