هيثم صديق

يا زول امسك واتسابك


[JUSTIFY]
يا زول امسك واتسابك

إن كانت الأعصاب تفلت وتستثار فإن الواتساب يفعل ذلك، وأكثر لما أصبح الشغل الشاغل للعاطل، وأهل المشاغل، لذلك نظن أن الواتساب قد يجرح الصيام بل هو يجرح الصيام لما يحتويه من كلام، فلا يخلو من (قطيعة) أو إشارات غير محببة مع حفظ حقه في التذكير بالمكرمات والرسال الهادفة كتفا بكتف مع الرسائل الهايفة.

لقد جاء رمضان هذا العام مختلفا، وذلك لأن جماعة المتجرسين في ظل الأزمة المستمرة في المياه قد أعادوا تدوير مياه الرشرشة من جديد، وذلك باستعمالها كذا مرة، فلقد حكا لي أحد الأصدقاء من الذين تولي كبر الجرسة في البلاد أنه يجلس في طشت الغسيل، ويدق الماء على جسمه ثم يرفع الماء من جديد مما جعل صديق ساخرا يطلب منه أن يستعمل طلمبة مكيف باعتبار أنه صار في مقام (قش) المكيف.

على أن ظاهرة استعمال المسواك في المناطق العامة يبقي ظاهرة متكررة وبايخة تتساوى ومنظر الراقدين في المساجد منذ صلاة الظهر حتى العصر في مشهد متكرر جعل ظرفاء الواتساب يرسلون الصور للنائمين في المساجد تحت عنوان (يعرض في رمضان).

ووما نستعجب له في الحوارات الصحافية مع المشاهير ذكرهم لمحبة العصيدة والآبري، وما تكرر من أجوبة على مكرور أسئلة حتى أن أحدهم قال إنه يحرص على البدء ببلحة في الأفطار.. لا والله (مخترع ).

بعد الأفطار يتوزع الناس على قنوات التلفزيون واحب هنا أنا أبدي ملاحظة للمعلنين، فلقد لاحظت أن فاصل الإعلان هو الوقت المحبب للانتقال لقناة أخرى، لذلك استغرب في من سيشاهد الإعلان.

والصوت الجميل يبقى مطلب الذين يودون سنة التراويح، فتراهم يذهبون للمسجد الذي فيه أمام صوته جميل وتلاوته أخاذة لا كما الذي حكي لي عنه صديق أن لهم إماما تضايق الناس من صوته في الصلوات السرية.

على أن مائدة الإفطار أصبحت قليلا ما تضم الحلو مر لما أصبح المشروب الشعبي الرمضاني الأول (ما بنفع) مع جل الصائمين لاحتوائه على مواد حارقة تؤذي البطون خصوصا أن ثلاثة أرباع الشعب السوداني صار صاحب مصران عصبي.

وتقبلوا منا ما كتبنا فلقد كتبناه بعد الظهر والشمس.. أخير أمس.

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي