هيثم صديق

اللهم اجعله خير


[JUSTIFY]
اللهم اجعله خير

استيقظ عثمان من النوم ولا يزال باقي الحلم يلاحقه.. حلم أن سحابا تكون في البعيد، ثم أخذ يقترب رويدا رويدا وقد لمعت البروق وكركر الرعد.. تساءل عثمان في نفسه وكان لا يزال نائما.. هل هذه بشريات خير أم نذر شر؟.. فلما استيقظ قبل الهطول كان الحلم يطبق على كل تفكيره.. ذهب إلى والدته وحكى لها الحلم.. فبشرته بخير وفير.. وهل كانت والدته ستخوفه.. قال ذلك في نفسه وذهب إلى صديقه الأثير.. تحاوم الصديق حول الأمر مستعرضا ثقافته الدينية والدنيوية وطوّف به حول المعاني.. لم يخرج منه عثمان بحق ولا باطل.. قابل مصادفة عبدو أخبار وهو رجل لا يترك الراديو والصحف أبدا.. دوما يصطحبهما معه.. عبدو أخبره أن هذه هي (داعش) قد جاءت بمقاتليها وأن أمرها قد أوشك أن يهطل هنا.. كاد أن يصدقه لولا أن تذكر أنه قد تحدث عن قدوم أمريكا سابقا.. ذهب عثمان إلى رامية ودع فلا تزال ترمي ودعها وتنظر إليه حتى هتفت أن هؤلاء أولاده القادمون من محبوبته.. نعنشت رامية الودع خيال وأشواق عثمان وركن إليها قليلا قبل أن يطرد الفكرة مستندا إلى أن رامية الودع نفسها هذه قد بشرته مرارا ولم تك كصاحبة نزار قباني وعبد الحليم حافظ..

جلست والخوف بعينيها

تتأمل فنجاني المقلوب

قالت يا ولدي لا تحزن

فالحب عليك هو المكتوب

رمى لها عثمان ببضع جنيهات ثم مضى مهموما إلى حال سبيله قبل أن يغشى حاج الرحيمة وهو رجل حكيم و(قداد) فلابد من أن يسمعك حكايات طويلة متتالية قبل أن يستمع إلى حاجتك.. انتظر عثمان مدة طويلة أعاد فيها حاج الرحيمة قصصا مكررة وأحداثا حفظها الجميع قبل أن يسأله عن الأمر.. استمع الرحيمة بإنصات شديد وضرب بعصاه الأرض عدة مرات قبل أن يقول له: والله يا ولدي يا عثمان إن هذا الأمر حمّال أوجه إما أن يكون خيرا محضا أو شرا خالصا.. فلو صبرت في نومك قليلا لحللت اللغز.. أما وأنك قد صحوت قبل أن (تنقط) فإن الأمر يبقى مرهونا بالزمن.

كان الليل قد دخل لما عاد عثمان إلى البيت واستلقى مكدودا ونام.. نفس الحلم جاءه من جديد.. استيقظ عثمان في ذات التوقيت.. مرّ على ذات الأشخاص.. سمع نفس الكلام إلا من تبديل في أقوال عبدو أخبار.. عبدو أخبار قال له: حلمك هذا هو السودان.. هناك أمر يلوح في الأفق.. هل هو خير أم شر؟.. الله أعلم.. لعلها الانتخابات.

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي