الأستاذ حسين الخليفة الحسن
طويل القامة كنخلة وهل المعلم إلا نخلة.. يا هداك الله لكأنه منهج في حياته.. وما كان لود بخت الرضا إلا ليكون منهجا لما قامت الثورة في أكتوبر 1964 على عهد جنرالات عبود.. وكان لابد من حكومة انتقالية تمهد للانتخابات وتسير الأمور.. لم يتفق الناس إلا على ابن الدويم (سر الختم الخليفة) الذي قام بالمهمة على أكمل وجه ولا زال محل إكبار وإجلال حتى فارق الحياة قبل سنوات قليلة مخلفا إرثا باقيا من المكارم والمواقف.. أستاذنا حسين الخليفة لا يفرق عن أخيه سر الختم، فلقد رضعا من ذات الثدي.. ثدي أمهما والدويم وبخت الرضاء.. وماء (بحر أبيض) فلا زالت الطبشيرة تحاكي في بياضها أياديهما والقلوب.
ولقد أحسست بغبطة لا متناهية وأنا أرى أن الأستاذ الكبير قد كرمته رئاسة الجمهورية أروع تكريم وأهدته درعا وثناءا.
ومن غير رجل السناء يستحق ذلك وقد كرموا في شخصه آلاف التلاميذ والطلاب الذين جلسوا صغارا يتعلمون منه وزاروه شيوخا يبتغون علما..
لم أتشرف بأن أكون تلميذا للأستاذ الكبير، لكني لاقيته في بلاط الصحافة فكنت حينما ألاقيه أحس في حضرته أني في بلاط ملك عظيم..
وعلى رأس أستاذنا الحسين تاجا وتحته العرش لولا أنه في لطافة تكاد تحس أنه بلا جسم حينما يمشي ويتكلم..
ويكتب الأستاذ دوما في شتى ضروب المعرفة وطروب المعاني ودروب الإصلاح بيد أنه لا يمل الكتابة عن التعليم.. مناهج ومعلمين ومدارس ومعاهد وجامعات..
إن أي معلم ينبغي أن يكرم.. ولو كان حديث عهد بالتدريس، فكيف بمن أنفق العمر في محاربة الجهل لا يلين ولا يهين..
ولقد نعى الناعي ونحن بين يدي الحديث عن الأستاذ الحسين الخليفة.. نعى الناعي الدكتور المعتصم عبد الرحيم نقيب المعلمين، ولقد كان الراحل عظيما ككل المعلمين.. لم تبعده الولاية ولا الوزارة عن التعليم، فكان يفاخر بهذه البطاقة ويا لها من بطاقة مع طيب قلب وحديث.. وإن بدا ككل معلم للبعض صارم القسمات.. وتلك خصلة مشتركة خلقتها (الأبوة) لكل معلم..
لم أقابل الأستاذ حسين الخليفة منذ مدة ولذلك فإني أبارك للآلاف من تلاميذه وأحبابه ومعارفه وعارفي فضله هذا التكريم.. داعيا الله أن يلبسه ثوبي الصحة والعافية وأن يطيل في عمره ويجزيه عن أمته كما يُجازى معلم أعطى الدرب للتائه والحياة..
[/JUSTIFY]هتش – صحيفة اليوم التالي