هيثم صديق

البرازيل.. غزة


[JUSTIFY]
البرازيل.. غزة

كانت الحسرة العربية والإسلامية على هزيمة البرازيل أشد من منظر ومشهد جثث الأطفال في غزة لما دكت الطائرات بيوتهم عليهم في موجة من وحشية ظاهرها الثأر من مقتل المستوطنين الثلاثة وباطنها إفساد الاتفاق الفلسطيني وفركشة حكومة التوافق.

لم يلتفت لأمر غزة كثيرون لربما لأن فلسطين لم تصبح قضية المسلمين والعرب الأولى لما امتد الحريق لأطراف البيوت والثياب.

كل دولة ملهية بنفسها وملتهية بمشاكلها.. تلك المشاكل بعد تمحيص ليس شديد سيعرف أن منبعها واحد وهو مخطط لتمزيق العالم الإسلامي والعربي وإعادة الاستعمار من جديد فإن بدايات هذا القرن تشهد بدايات القرن السابق لما جاءت الجيوش من الغرب لتقتسم الناس والبلاد.

لعل انتهاء خلافة العثمانيين في مثل هذا التاريخ منذ مائة عام تعاكسه بداية أحلام دولة خلافة (داعش) ولا تزال الأحداث تتشابه في كل مكان منذرة بحرب عالمية جديدة ستكون مشابهة للأولى التي أفضت لخلق إسرائيل ومن يدري لعل القادمة ستفضي إلى فنائها.

لكن أصبح استسهال هدم قباب الشيوخ أهم من محاولة اختراق قبة إسرائيل الحديدية التي تلتهم الصواريخ المتجهة من المقاومة.

وكيف تستزول إسرائيل إذا كان الحزن على هزيمة البرازيل أهم من التأثر التأثر فقط بضحاياها.

لقد أصبح كأس العالم أهم من رمضان في حركات الناس وسكناتهم ولا أبرئ نفسي، فلقد خضنا مع الخائضين سوى أن هذا الأمر لا يبشر بخير.

فحتى من يدعي الجهاد تراه يكفر هذا ويشاحن ذاك فتحم كل شيء في بغداد ودمشق وصنعاء وأصابع الديناميت التي لم تنفجر مزروعة في كل زقاق من عباءة الوطن العربي المرقعة والممزقة مبشرة بزمان العراة.

لو قال داعش إنه سيزحف نحو القدس لما خالفه أحد ولوجد من الجند ما لا يحصى لكنه ألقى بحصاه على العيون، فلاتزال الوقيعة تمنع النظر حتى يهبط الليل وجيش الغزاة.

سبعة أهداف في مرمى البرازيل كانت أصعب على الناس من سقوط عشرين شهيدا

ونلتفت عن جراحنا عمدا فطويل الجرح يغري بالتناسي لأن طائراتنا الحربية أضحت تراقب أبناء العمومة من قبائل لا تزال تتقاتل في ثارات عبثية مرتدة إلى زمان بعيد او متجهة إلى مستقبل مظلم مع حاضر يلوك أهله العلقم ويعلقون الدم إفطارا للصوم.

على من نلقي اللوم إن لم نلم أنفسنا ونحن نشتري بالملايين كروتاً لمشاهدة المباريات ونتردد الف مرة لنخرج جنيها نصرة لمظلوم أو مساعدة لمحتاج في إحضار الأنفس الشح.

ومع ذلك سيكون نقاشنا اليوم أن الكأس سترفعه ألمانيا أو سواها.. بدون أن نقول: وإن دمنا ستنزله فرقتنا.

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي