هيثم صديق

كنس آثار يونيو


[JUSTIFY]
كنس آثار يونيو

في حوار صحفي مع القيادي بحزب الأمة اللواء فضل الله برمة ناصر قال فيما قال فيه إنهم سيعملون على كنس آثار الإنقاذ حال انتهاء حكمها محاكاة لما كان في حقبة الديقراطية الأخيرة بعيد سقوط نظام النميري لما انشغلت الأحزاب بمهمة كنس آثار مايو والتركيز على محاكمة منسوبيها ثم تبرئتهم فيما بعد في ملهاة غريبة.

ما إن سلم المشير سوار الذهب الحكم للأحزاب الفائزة حتى جرت بحنقها القديم لتقتص من الراحل جعفر نميري الذي كان يراشقهم من منفاه بالقاهرة ومعاونوه يزورون السجون والمحاكم وذاع لفظ (السدنة) تلك الأيام وانشغل الحكام الجدد بكيفية الثأر من السابقين وتبدت المواجد، فجاء التحقيق في ضرب ود نوباوي الجزيرة أبا وتشدد الحكام آنذاك في أخذ تعويضات آل المهدي وجيئ برفات الشهيد الإمام الهادي… ومن جانب آخر كانت القوات المسلحة تضعف والمدن تتساقط وصفوف الرغيف والبنزين تطول والأمن يتضعضع فخطفت فتاة وقتلت ومات قاتلها المتهم وسرت الإشاعات عن تورط قيادات في الدولة والشرطة في مقتلها وأصبحت الحالة العامة للبلاد على شفا جرف هار حتى قدمت القوات المسلحة مذكرتها الشهيرة، وكانت العروض تأتي من الجمعية التأسيسية بالمثير والمثير للشفقة والغثيان، فنعى الراحل الشريف زين العابدين الهندي تلك الديمقراطية لنوابها، مؤكدا أن الديمقراطية هذه لو شالها كلب مافي زول حايقول ليه (جر) وصفق النواب.

لعل تكرار هذه (اللخبطة) والانصراف إلى الأسهل وحشو الكلام هو ما يبشر به سعادة اللواء برمة ناصر ناعيا مولودا لم تحبل به أمه بعد ولا يظن الناس أنه ستحبل به.

لقد خبر الناس الاستعمار الحقيقي وعبر الوكالات وخبروا الأحزاب والعسكر وتاطؤا على أن عهد الأحزاب هو الأسوأ بلا جدال، فحتى هذه الحكومة لما كانت عسكرية خالصة قبل التوالي وما صاحبه كانت محل إجماع المواطنين وكانت أعياد الثورة تشهد استفتاءً كبيراً لها لما يخرج المواطن من تلقاء نفسه إلى الشوارع وقد كانت الحالة الاقتصادية سيئة وكل شيء يكاد يكون معدوما.

لم يصل النضج بنا للأسف- إلى مرحلة أن تكون عندنا ديمقراطية حقيقية تعلي مصلحة البلاد العليا وجعل الأمن والحدود والدستور متفق عليه، فلا تزال الأحزاب تنشطر وتتشاطر على بعضها وستظل كذلك مما يجعل الخوف من الانتخابات مبررا تظل لافتة الكتياب تلصف في الظلام وضوء النهار

علي الطلاق

مكاء صلاة اليمين عليك

وحج اليسار اليك نفاق

ستصبح ثم تراهم سمانا

ثم يشد عليك الوثاق

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي