شوربة شوارع

وما خلفته (المطيرة) يوم الجمعة في شوارع الخرطوم كان مزريا.. ولا شارع واحد سلم من مسك الماء.. ولا تصريف ولا يحزنون.
ولو رأيت المناظير والمواسير والشارع في طور الرصف لقلت سينساب الصرف.. لكن شوارعنا ممنوعة من الصرف.
لقد أصبحت المياه في الشوارع كشوربة الكوارع في ظل وضع بيئي راقد (سلطة) ومهندسين (فتة) ساي.!!
الحلاق والأخلاق
طلب الحلاق (الأجنبي) من أحد الشيوخ أن يصعد إلى كرسي الحلاقة في أحد صالونات السوق العربي، فجاء شاب بطريقة فجة ومنع الشيخ من الصعود إلى الكرسي بحجة أنه قبله.. تراجع الشيخ وسط غضب كبير من الجميع، لكن الشاب كان يقفل أذنيه عن كل ذلك وجلس ليحلق.. كنت أتمنى وقد كنت حضورا لو أستطعت أن أصور المشهد بالفيديو ليعرف الناس أن بعض الأخلاق قد قطعت في صالون الحلاق.. هناك بعض الآباء يغرسون في أبنائهم الأنانية حتى يغيبون عنهم البر والخلق القويم، فإذا ما دارت الأيام رأيت ذات الأب مفجوعا من عقوق أولاده وقد تعلموا منه..
بطن الحوت
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) وهكذا كان النبي يونس عليه السلام يسبح في ظلمات بطن الحوت قبل أن يلفظه إلى البر ليتم أيامه في الدنيا ويصيبه ما يصيب الجميع (الموت).. وأقام البعض على مكان قبره معلما مكث أكثر من ألف عام قبل أن ينسفه أهل “داعش” الأسبوع الماضي..
وكانت حركة طالبان قد نسفت تمثال (بوذا) بعد أن دانت لها أفغانستان وهو ظن من طالبان و”داعش” أنهما في صدر الإسلام وأن الأصنام لا تزال تعبد وحولها يتحلق الناس..
الخرافات في العقول أشد من التي تقدس بسور وجدار.. لذلك وصل الناس إلى القمر ونحن لا نعرف شيئا عن جزر القمر..
بشرانا
أصدر بنك السودان بيانا يؤكد فيه أن العملة من فئة الجنيه الورقية لا زالت مبرئة للذمة وصالحة للتداول.. وكنا قد كتبنا هنا أن السائلين رفضوها والكماسرة أبوها وعافتها ستات الشاي.. نحن اقتنعنا.. فمن يقنع الديك.!!
عداك العيد
ومضى العيد أيضا وقد انقضت أيام رمضان سريعا وانصرمت لياليه.. وعرف المفطرون بلا عذر أنهم قد أضاعوا الخير كله..
وقد عيدت غزة تحت وابل القصف ما بين شهيد وجريح ومشرد تقضي يوم العيد ويحلم الأطفال بساعة أمان وقد أصبحت الألعاب حلما بعيد المنال.. لكن هذه عجينة الأبطال وهذا مزيج الصمود، فرق كبير بينهم وبين المترفين من جماعة
رمضان ولى هاتها يا ساقي.!!