الأراضي سبب البلاوي

أمس جاء الخبر من مدني بواسطة زميلنا تاج السر والخبر عن تجاوزات في الأراضي من مسؤول سابق في الأراضي لينضم إلى زمرة المتهمين بأكل أرض اليتيم من أبناء الوطن الذين سكنوا الخيران ومجاري السيل، لأن النواصي نالها أهلها.

دعونا من الذي حظرت النيابة الحديث عنه ومن الذين تعرفون.. سأحكي لكم قصة حقيقية وصلت إلى المحكمة العليا:

42 قطعة من الأرض أعطتها وزارة التخطيط ومصلحة الأراضي لمواطنين بشهادات بحث وبشهادات بحث هذه تحتها 42 خط.

قطع الأراضي ليست للوزارة.. تتبع لمشروع الفتيح العقليين التعاوني الزراعي بمحلية جبل أولياء.. إدارة المشروع (مشت المحكمة) ونالت حكما من المحكمة… المواطنون الذين أعطتهم الوزارة أو المصلحة قطعا بنوا في داخل المشروع وسكنوا.. الأمر جاء من المحكمة بالإزالة وتسليم الأراضي للمشروع.. ناس الأراضي دقوا جرس.. أي لعب الفار في عبهم فلو كان الحكم لهم لدقوا جرس دلالة فورية ونال أهل الحظوة (قطع نواصي).

وبدأت المفاوضات والمبادلات والوساطات… وانتهى الأمر إلى تعويض المشروع بثمن عشر قطع نقدا والمشروع يهاتي ليجعلها خمس عشرة قطعة لخوفه من التعنت في الموضوع، فلا يجد في الآخر شيئا.

دعونا من ظاهر الأمر أعلاه، وتعالوا لنتساءل عن مصير الموظفين الذين استخرجوا شهادات البحث وأجروا المعاملات.

لم يفصلهم أحد ولا سألهم أحد، لعل كبيرهم صار أكبر وصغيرهم قد كبر، يتصيدون أرضا غير حكومية ليضموها إلى الغنائم ويساسق المتضرر بالمحاكم، فإن انتصرت له رجع إلى (المال تلتو ولا كتلتو).

فهل لو طالبنا بإبراء ذمة لكل الموظفين في الأراضي، سنجد غير المتوقع ؟!

هذه ثغرة كبرى لأكل أموال الناس بالباطل تفتحها الحكومة بجعل الأختام في أدراج مشبوهة.. ويمكن أن نأتي بالوثائق وحكم المحكمة ومراحل التقاضي والتغاضي لأكل أراضي مشروع فتيح العقليين، وننتظر أن تأتي لنا هيئة أراضي جبل أولياء وأمها في الخرطوم بما يفند ما قلنا أو يرضي الله والضمير في المحاصصة التي تجري و.. تجري لي غادي..

ما الذي يجعل شراء أرض في خلاء السودان بأكثر مما هي عليه في بلاد تردم البحر لكي توسع اليابسة عندها لولا يباس القلوب والضمير في بلادنا؟