قدموا لأنفسكم
بمحض الصدفة فقط، عثرت في تطوافي بالإذاعات على برنامج (قدموا لأنفسكم) الذي تقدمه الإذاعة الاقتصادية، عصر كل سبت وأربعاء، بواسطة ثلة من العلماء والخيرين بقيادة الشيخ علي السراج..
لفت البرنامج سمعي للتداخل الحميم والاستجابة الكبيرة من المستمعين.. وعرفت أن البرنامج يعرض ثلاث حالات في كل حلقة بعد زيارتها ميدانيا والوقوف على حقيقة الحال..
الفكرة مكررة نعم وتجدها في كثير من الإذاعات والمحطات التلفزيونية وحتى الصحف.. لكني لمست اختلافا في برنامج الإذاعة الاقتصادية..
علاوة على أن البرنامج يخصص كيسا يحتوي على مواد تموينية بمبلغ (60) جنيها فقط، يفرج هموما ويطعم جائعا ويفرح أطفالا..
مستمتعا بالتجاوب من مهاتفات المستمعين.. جعلت عصري الأربعاء والسبت برنامجا.. فرغم الأحزان عن سوء الحال ورقته إلا أن الخير يبقى موجودا أبدا.!!
ومما در أدمعي موقف من متابع للبرنامج كما استنتجت اسمه الشنبلي.. ألزم البرنامج بأن يتصل عليه في جواله عند كل حلقة ويقدم مساهمته على الهواء بتحويل للرصيد بمبالغ كبيرة تصل إلى (حملة) للحالات المستهدفة في الحلقة كلها..
هذا غير أن هناك من يساهم بمبلغ ثابت يبدأ من جنيه لسنوات كما بان لي.!!
وإنني إذ أكتب عن هذا البرنامج الذي يبث عند الساعة السادسة من يومي الأربعاء والسبت من كل أسبوع على موجة- الأف أم 89 – الاقتصادية، إنما لأدل محتاجا إلى باب قد يسد حاجته.. وأتمنى أن يتابعه أهل الخير والإحسان من الموسرين ليقدموا لأنفسهم ويقرضوا الله قرضا حسنا، كما أن البرنامج يقبل المساهمات العينية من الملابس المستعملة أو حتى الجديدة لإعادة صيانتها أو تدويرها لعراة قد لا يعلم البعض أنهم في (خرطومهم) هذه.!!
ليت الوالي يتابع هذا البرنامج ليجعل ما تبقى من فترة ولايته ردما لهوة تتسع ما بين الناس وستر الحال.. أو ليت الوالي القادم يجعل ذلك من أولوياته القادمة.. لا أن يدور في فلك الروتين ودعوات الصفويين.!!
إن سيدة تعمل بثلاثين جنيها في اليوم قد تبرعت بعشرة منها وهي تبكي لأنها لا تجد إلا هذا.. والأسافير تتحدث عن سمسرة مليارية لبيوت بشر.!!
هذا هو العيد على الأبواب.. ومن لا يجد مالاً لينفقه فلينفق من المهمل في دواليبه ودواليب أبنائه من ملابس لا يلبسها أحد.!!
والصدقة تطفئ غضب الرب.
[/JUSTIFY]هتش – صحيفة اليوم التالي