هيثم صديق

بأية حال (فتّ) يا عيد


[JUSTIFY]
بأية حال (فتّ) يا عيد

لما قلت لمحدثي إن الحجاج السودانيين قد وعدهم بدر الدين طه ببوفيه مفتوح رماني بنظرة غاضبة وقال لي:مش ده الطلعت عليه مظاهرات لما كان واليا على الخرطوم لندرة (الرغيف)

والرغيف بالإشارة يفهم

هاهو العيد قد مضى بما تمضى عليه كل الأعياد في بلادنا

*حوادث رغم التفويج

*وغياب رغم التمديد

*والسياسة في جوطتها

والاقتصاد في ترنحه

والفول ملكاً

فرغم كل مجهودات شرطة المرور فلا يمرن عيد إلا بمأساة

لكأن الخراف تأبى أن تهرق دماءها وحدها

ومانشيتات الصحف في العيد لا يتبدل فيها إلا أسماء الضحايا, والمناطق, والبص, أو الحافلة

تتشابه كلها في التخطي الخاطئ والسرعة الزايدة.

*ومهما طالت مدة العطلة فإن بعدها لابد من غياب وستقبع آلآف المعاملات في الأدراج ويعود أهلها أدراجهم؛ لأن دراج المحن لم يأتِ بعد من الإجازة.

وبما مضي فات العيد

سيعود كل شيء لرتابته السابقة وعدم ترتيبه وسيترتب على ذلك أننا سنبقى أمة مقعدة ومعقدة.

قعدنا بالاستهوان والاستهتار والمحاربة فيما بيننا فسبقتنا الأمم

كنا نكسو الكعبة قبل أن يكسو وجوهنا الغضب

وكنا نعلم الآخرين القراية قبل أن تضربنا الأمية

وعلمنا الناس الكورة ونحن الآن طيشها بلا منازع.

نزع كل شيء منا لأنا ظننا أن الذين كسوا الكعبة وعلموا الناس لايزالون أحياء

ماتوا مع مشروع الجزيرة للأسف

وقبروا مع السكة الحديد

بقيت مآثرهم تثير الشجن لا الفرح

وهاهو الجنيه يترنح وكلما قلت قيمته قلت قيمتنا.

آلآف الأنعام يزخر بها الوطن من يراها لا يظن أن كيلو اللحم قريب من مهر حسناء وأن رطل اللبن عزيز على صغار.

آلآف الخراف امتلأت بها الدروب من الشروق إلى الغروب تجلب المال والريال والدولار ومع ذلك يتحايل البعض ليخرج الأمهات!

يريدون ان يبيعوا التلفزيون ليشتروا فيديو

فات العيد بما مضى وسيعود بما مضى فالجديد للأسف أصبح مستعملاً.

خرج مواطنون يسدون الشوارع بالنفايات لما غابت عرباتها..ومشى آخرون كداري لما غابت العربات لكأننا أمة أصلها للعربات لا للعرب.

ترى ماهو الجديد إلا اللحم …..

ومع ذلك ومع ذلك سيفوز من ترشح وسيترشح من سيفوز والانتخابات القادمة للولاة ستكون تحت شعار (يجوا عايدين)

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي