أغداً وراك
ونسأل أنفسنا والمنتخب غداً يلاعب نيجيريا
كما سأل الهادي آدم محبوبته في قصيدته العلامة التي غنتها أم كلثوم فأعطتها من صوتها ما أخلدها والعرائس من أغنيات الهادي آدم تملأ كهف الأشواق ديوانه ولا أحد يقرؤه حتى ليخرج منه ما يتغنى به والعهد بالأغنيات الآن تختار بالفجاجة.
المنتخب الوطني الذي يربطونه بحبال اللامبالاة والإهمال يرمونه إلى بحر المباريات والتنافس ويطلبون منه ألاَّ يبتل… ألف مرة خاض المنتخب التنافس مكشوف الظهر منزوع السلاح بدرقة رغوة مرقتها للهبوب تتقدد.
في بلانا وحدها يأتي المنتخب في الدرجة الثالثة من الاهتمام الرسمي والشعبي..القمة أولاً…ثم خانة شاغرة.
فالمنتخب يطالبونه بالنصر على الدوام ويتجمع لاعبوه كحاجيات الأسر السودانية في الأعياد (ليلة العيد)
قد لا يعرف الكثيرون أن المنتخب سيلعب غداً في خرطوم مازدا (الثلاثة) ضد حامل لقب البطولة الأفريقية منتخب نيجيريا وإن مباراة الرد ستكون بعد أسبوع فقط وإن نسبة فوز المنتخب تقترب من نسبة احتمال استقالة مسؤول!!
يصر الاتحاد(النام) في كراسيه لأكثر من عقد من الزمان بوجوه مكررة على مدرب التصق بالمنتخب وبالهزيمة وكل أسباب التمسك به هي أنه يعمل بالمجان مثل بعض السياسيين الذين لا نعرف لهم عمل إلاَّ التطوّع في الشأن العام ويحجون في العام مرتين!
قضية المنتخب وإهماله تجر وراءها قضايا أخرى أولها قضية المدينة الرياضية التي لا تزال في طور المراهقة البنائية وقد وصلت نديداتها إلى سن اليأس.
لقد اختار اتحاد الكرة مدينة الأبيض لتكون مسرحاً لختام بطولة دوري السودان ما بين القمة (الغمة) فإذا باستاد الأبيض يكاد يصل إلى تمام زينته.
لو كان الأمر بيدي لجعلت الوالي أحمد هارون هو ربان الرياضة في البلاد وسينجز كل الذي يتلكأ فيه غيره في زمن قياسي لديناميكية في الرجل وكاريزما تجعله أهلاً لذلك
لكن الرياضة من الوزارات التي تعطي للذين يشاركون من الأحزاب الأخرى غير ذات الشوكة ولا ذات الشكوى.
لعل المنتخب سيجد إهمالاً من المدرجات غداً فإنَّ الكثيرين سيتركون مشاهدته ولو تلفزيونياً لأجل مباراة في الدوري الأوربي أو مباراة في تصفيات القارات الأخرى أو مباراة في مجموعته مبثوثة في ذات التوقيت ولا يبث المنتخب شكواه لأحد.
بلا شك لا تعتبر كرة القدم ترفاً فلقد أصبح النجاح فيها شرفاً…. ولكن جمهورنا عدها (قرفاً)
هتش – صحيفة اليوم التالي