هيثم صديق

سليم الذوق


[JUSTIFY]
سليم الذوق

كسا الله ابراهيم الرشيد صحة وعافية فإن الذين يبحثون عن الذهب في التيه والضهب لو توجهت اجهزتهم نحو ابراهيم الرشيد (لتفرطقت).

والرجل الذي نزل المعاش الإجباري سنة 1992 لايزال فيما بعد ذلك يزرع المساحات عطاءا ومحبة

لعل حوارا قادما سيطالعه القراء مع الرجل لما جمعتنا به الأيام واصبحت لسعادتي قريباً منه وهو الذي لم يكن أحد أقرب اليه من إبراهيم عوض يوم أسكنه معه في منزلهم وكان ابراهيم الآخر يخرج للحفلات مبخرا من والدة ابراهيم الرشيد.

غنا ابراهيم عوض لإبراهيم الرشيد عشرات الأغنيات جعلتهما ظاهرة لسنوات طوال لما خرجا من قالب الحقيبة الى موضة الشباب المتوثب في سنوات التحرر والنضال في منتصف القرن الماضي.

حكا لي ابراهيم الرشيد عن قصة سليم الذوق تلك الأغنية التي غناها وردي.

قال إبراهيم الرشيد إن الأغنية كان قد أخذها في الأول حمد الريح ولحنها عبد اللطيف خضر ود الحاوي وكان اتحاد الفنانين والشعرا يقيم رحلة شهرية لاعضائه فصادف أن أعجب وردي بالقصيدة بعد أن سمعها من ود الحاوي فارسل فتاة إلى ابراهيم الرشيد لتطلب منه الأغنية وبعد مدة جاء وردي إلى الرشيد وأخبره بأنه لحن سليم الذوق ويريد أن يسمح له بترديدها فقال له ابراهيم إنه-أي ابراهيم- قد أعطى الأغنية لحمد الريح وود الحاوي ولا يستطيع أن ياخذها منهما.

وردي قال له اذن سنحكم نفر من الموسيقيين في اللحنين ومن يفوز هو من سيؤديها وكان أن فاز لحن وردي الذي تطير به كلمات سليم الذوق الى الآن.

وكان اسم الأغنية قد أصبح (موضة) لثوب في ذاك الزمان.

ودعا التاجر الذي صنع ذلك الثوب إبراهيم ووردي إلى حفل مصغر بمعية اسرتيهما واهدى لهما الثياب اولا.

وابراهيم الرشيد لا يفتر يذكر الشعب السوداني بكل خير ويقول إنه يستحق.

واظن أن ابراهيم الرشيد يستحق ايضا أن يكرم وان يعطى ما يكفيه شر المعافرة وقد تجاوز الرجل الثمانين من العمر ولا يزال بفضل الله يجول ويصول ومداده كما النيل لا ينضب ولا يتوقف.

إن ديوانا جديدا لابراهيم الرشيد يلبس زينته الآن ليخرج للناس وللأسف أنه من خمسمائة نسخة فقط وكنا نحسب أن خمسة الف نسخة لن يبقي منها شيئاً…على الحكومة وأهل الفن والأدب أن يتداعوا لتكريم هذا المصباح الذي لا يزال يضئ.

ونندهش مع الكتيابي وهو يصف عملاقاً آخر هو الراحل الشيخ

عبد الله البشير

واني لأعجب

كيف هذا المصباح يضئ

وليس في المصباح زيت

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي