هيثم صديق

الجبل.. أين الأولياء


[JUSTIFY]
الجبل.. أين الأولياء

استبشر مواطنو محلية جبل أولياء خيرا بقدوم المعتمد، مجاهد العباسي، فلقد حسبوه سيجاهد كي ينهض بها.. وجعلوا اسم والده دريئة ضد قصور الخيال، فلقد غنوا مع والده: (لي ماض ولي حاضر ولي غد).. لكنهم أنشدوا لجده: ( يا بنت عشرين والأيام مقبلة.. ماذا تريدين من موعود خمسين).!؟

فلقد زاد المعتمد تعرفة المواصلات ارتجالا.. وما بين الارتجال والرجالة شعرة و(صرة وش).!!

المحلية الشاسعة تكاد تكون الأقل خدمات بين رصيفاتها من المحليات الأخرى.. ومعتمدها يعرف ذلك وهو الذي يقطع ثلاث محليات قبل الوصول إليها من منزله في الثورة.. لقد قابلت السيد المعتمد في بواكير عهده وهو يأتي ليهنئ الأخ حمد النيل أبو كساوي بسلامة الوصول إلى أرض الوطن بعد أن قضى عشر سنوات حبيسا في سجون المملكة السعودية.. وتجاذبنا أطراف الحديث عن أشواقه وأشواكنا.. فوعد بأن يكون عهده مختلفا.. وعد توليه المنصب بالتزامن مع إطلاق سراح الأخ حمد النيل بشارة خير.. غير أنه حبس في (الروتين) كأسلافه..

بدأ عهده بتنظيم سوق اللفة.. وصمد شهورا في ذلك قبل أن يعود السوق إلى عهده القديم.. أو يعاد إلى ذلك..

لقد نفى الرجل استقالته وهو أمر غير مستغرب، فالاستقالة لا مكان لها في بلادنا.. ولعل الموظف في وزارة الصحة.. والمفرغ لمهام معتمدية جبل أولياء.. يرى في وزيره بوزارة الصحة أسوة ومثالا..

فقط كنا نتمنى من الرجل أن يعطي الصحة والنفايات أولوية بحكم وظيفته.. لكن أصابه داء التنفيذيين وهو داء لم ينج منه أحد.. وهو داء حب أخذ التقارير من الموظفين..

لم يتبق للمعتمد الشاب الكثير في المعتمدية.. ولم يتبق لنا كثير مسافة.. إلا أننا نصرخ مع والد له ستة أبناء في المدارس لا يملك تعريفة.. وزاد عليه المعتمد التعريفة.. لا نملك إلا أن نقول للسيد المعتمد.. ربنا يجعل كلامنا خفيفا عليه.. حادينا في ذلك قصة شيخ العرب أبو سن الذي زار لندن وأبى أن يحمل له الخواجة حقيبته معللا ذلك بالقول: (أودي وشي منو وين لو جابوه مفتش في رفاعة.!؟)..

وعسى أن يأتي واليا على الخرطوم، فلا نملك وجها لنقابله..

إن أولياء أمر جبل أولياء يثقلون عليها.. أما كفى حفرة النفايات في عسيلي..!!

أم سيغني لنا المعتمد..

مالكم لو صبرتو شويه

عمر السنين أيام

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي