هيثم صديق

مغتربون أوانطة


[JUSTIFY]
مغتربون أوانطة
وتسجيل صوتي (سائط) بـ(الواتساب) هذه الأيام.. أظنه بكاء لطفل يخوفونه بالذهاب إلى السودان ووالدته تريد منه المزيد من البكاء.!!

السودان بكل السوء الذي يظنونه فيه.. يبقى أشرف منهم وأكبر..

والذين يعافون العودة إليه ويخوفون بذلك أولادهم.. إنما يعافون والديهم.. لكم رأينا شابا أو فتاة تخرج من الشروق وتعود مع الغروب بالكدح والعمل.. وبعد ذلك يعطون والديهم البر التام ويساعدون العاجز منهم حتى في قضاء الحاجة بلا أف ولا رفع صوت.. فإن عاد شقيقهم المغترب من إجازته حسب أن هدية منه تكفر عن غيابه.. أو تحويلة منه تساوي كل تعب المرابطين.!!

بعض المغتربين للأسف كان خروجهم خيرا لوطنهم وأهاليهم.. ولهم أن يعطوا أولادهم العياف والعقوق.. فهذا ما تمتلئ به أنفسهم.!!

وتجد من المعلقين من يقول لك إنه لولا كذا وكذا لترك البلد.!!

لن أقول مسكين البلد.. بل مساكين هم.. من يشتمه وهو يمشي في شوارعه الآمنة.. ويشرب من غدق نيله ويطعم خيراته.. ولقد عاد تطارده رصاصة من مهاجر كثيرة ليس فيها ربع ما في هذه البلاد.!!

لكنهم من جماعة تبيع قطيع أبقار لتشتري (فيزا) لترعى بثلاث شياه عجاف.!!

لقد صنعت هذه البلاد رجالا يسدون عين الشمس ولا تزال تصنعهم كل يوم.!!

فلئن كتبنا عن ثغرات وسوءات.. فلأجل أن تعالج لا أن ننشر غسيلا قذرا كما يظن البعض.!!

هذه البلاد مات لأجل شبر منها الآلاف ولا يزال في ثغورها صدور تحميها.. وملايين ينشدون راحتها كل في موقعه.!!

فليحفظ عليه لسانه من أراد خروجا منها.. وليمسك أولاد ربوا على الخوف منها بعيدا عنها.. فإن بعض المهاجر تجبر الناس على إعادة أولادهم للدراسة.!!

وللكبار والعظام والأفذاذ والأمناء والوطنيين من مغتربينا آلاف التحايا.. ولصديقي الدكتور عمر عثمان إجلالي.. وهو يؤكد أنه يريد أن يؤمن مصدر رزق من مزرعة أو عقار في فترة اغترابه حتى يعود ليداوي أطفال السودان بلا ثمن متطوعا في المستشفيات رغم أنه يملك الإقامة في أوروبا.!!

نخاف والله أن تعود مثل التي تخوف ولدها من العودة لأنها ستزرع الإحباط وسط نساء يقتسمن اللقمة والآهة والزغرودة.. وينمن بالرضا ويستيقظن بالحمد في بلاد أكبر مما يهرفون وفوق مما يعرفون وأجمل مما يخوفون.!!

ولست مرتاحا كما قد يظن ظان.. فإن علي علل وفوقي ديون وتعتريني هموم.. لكني كما صلاح أحمد إبراهيم لا أزال أنشد حتى يضمني من تراب بلدي قبر..!!

ولنا إرث من الحكمة والحلم وحب الآخرين وولاء حينما يكذب أهلية الأمين.. ولنا في خدمة الشعب عرق.!!
[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي