بعثة اليوناميد تعلن استعدادها لتنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليها بالدوحة
أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى العاملة بدارفور (يوناميد ) استعدادها لتنفيذ إي اتفاق يتم التوصل إليها عبر مفاوضات الدوحة بين الحكومة والحركات المسلحة بدارفور والتي ستنطلق الأيام القادمة ، مشيرة في ذلك إلى أهمية توقيع اتفاقية لوقف العدائيات بين تلك االاطراف حتى يتسنى إجراء تلك المفاوضات في أجواء هادئة
وقال الأستاذ نور الدين المازني الناطق الرسمي باسم البعثة المشتركة في حوار شامل مع (سونا ) من مقر البعثة بالفاشر بمناسبة دخولها العام الثالث قال إن البعثة تدعم الجهود التي تبذلها الوساطة المشتركة من اجل إنجاح تلك المفاوضات مشيرا إلى انه لا توجد حلول عسكرية مطلقا لقضية دارفور داعيا إلى أهمية إعمال كافة أوجه الحلول السلمية للقضية حتى يعود السلام والاستقرار للإقليم ، مشيرا إلى ان عددا من النزاعات التي شهدتها بعض المناطق في أفريقيا والعالم والتي قال المازني إنها لم تحل إلا بالمفاوضات مضيفا أن إطالة أمد حالة اللاحرب والسلم أو حتى إطالة أمد المفاوضات سيؤدى إلى زيادة معاناة أهل دارفور ، مناشدا في ذلك مختلف الأطراف بأن يسرعوا الخطى من اجل الوصول إلى اتفاقية سلام شاملة لا تستثنى أي طرف وان تكون عادلة تعيد الحقوق إلى أصحابها ، ودائمة يطوى بها صفحة الحرب إلى الأبد
وحول انتشار البعثة بدارفور أوضح الناطق الرسمي أن نسبة انتشار القوات العسكرية قد بلغت 78،36% اى بمجموع كلى بلغ 15الف و376عسكريا بجانب المكون الشرطي الذي بلغت نسبته 74،95% و الوحدات الشرطية المشكلة من مختلف الدول والتي تعمل في معسكرات النازحين على مدار الساعة ، مبينا أن البعثة ستركز في المرحلة القادمة للدفع بالمزيد من العناصر التي تتحدث اللغة العربية من تلك الوحدات للمزيد من التواصل وكسب ثقة النازحين مؤكدا أن تلك الثقة ستكون داعمة لتنفيذ مهمة البعثة التي تقوم أساسا على حماية المدنيين
وتوجه المازني بنداء إلى مواطني دارفور بان يساعدوا البعثة في تنفيذ مهامها من خلال تسهيل مرور حركة القوات إلى مختلف أنحاء الإقليم ، حتى تتمكن تلك القوات من التعامل مع الجميع على الصعيد الميداني وتنفيذ تفويضها الممنوح لها لأنها جاءت للمساعدة ، وإنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف من اجل تحقيق السلام ، معربا عن أمله في أن يكتمل انتشار البعثة بصورة كاملة خلال العام الجاري وخاصة فيما يتصل بالتجهيزات التي من بينها الطائرات الهيلوكوبتر وناقلات الجنود حتى يكون للبعثة الفاعلية الكاملة
وفيما يتعلق بالطائرات الإثيوبية الخمس المنتظر وصولها خلال الأيام القادمة قال المازني إن البعثة انتظرت طويلا وصول تلك الطائرات التي قال أن استخدامها سيكون ميدانيا وللأغراض التكتيكية ، مؤكدا أن وصولها سيكون له تأثير ايجابي على عمل البعثة وخاصة أن البعثة لم تكن لديها أية طائرة للاستخدام الميداني برغم دخولها العام الثالث بدارفور ، مستدركا بالقول : نعم للبعثة طائرات هليوكوبتر وأخرى للاستخدام المدني ولكن الحوجة للطائرات التكتيكية تنبع من حوجتها للتحرك السريع ميدانيا عندما تكون هناك ضرورة لذلك وخاصة في ظل وجود بنية تحتية متواضعة جدا بدارفور الأمر الذي يحتم الاعتماد على النقل الجوي كوسيلة ناجعة ، علاوة على أن طبيعة عمل اليوناميد كبعثة لحفظ السلام عندما يستدعى حضورها في وقت معين تأخذ عملية الوصول ساعات كثيرة ، مشيرا إلى أن الطائرات الجديدة تساهم في تخفيض تلك الساعات إلى أدنى حد
وعبر الناطق الرسمي لل(يوناميد) عن شكر البعثة لإثيوبيا لتقديمها لذلك الدعم متمنيا أن تلتزم دول أخرى بتوفير المزيد من طائرات الهليوكوبتر التكتكتية لان اليوناميد مازالت في حوجة لعدد (18) طائرة أخرى إضافة إلى الـ(5) طائرات الإثيوبية ، مجددا القول بأنها تضفى المزيد من الفاعلية لعمل البعثة ، وفيما يتعلق بوضع الطائرات الإثيوبية حال وصولها إلى دارفور أوضح المازني أنها ستكون مرابطة بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور ، فيما يتوقع وصول الطائرات في منتصف فبراير القادم
مؤكدا أن الاجتماعات الفنية التي عقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا مؤخرا بين الحكومتين السودانية والإثيوبية والـ(يوناميد) قد وضعت الاتفاق اللازم حول كافة المسائل المتعلقة بالجوانب الفنية المتعلقة بكيفية دخول هذه الطائرات
وحول مجمل الأوضاع الأمنية بدارفور قال المازني إن البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى ظلت تؤكد عبر نشراتها الرسمية اليومية بأنها هادئة ولكن لا يمكن التنبوء به
أي أن أي شيء قابل للحدوث لذلك فان البعثة تسعى لان تكون هناك اتفاقية سلام شامل لتعزز بها الهدوء الذي يشهدها دارفور بصفة نسبية حاليا ، مضيفا أن البعثة ظلت تتبع المناطق التي تشهد توترات بين الحين والأخر ، حيث توجد بعض أعمال النهب وسرقة السيارات ومداهمة البيوت والاعتداء على موظفي الإغاثة مؤكدا أن كل ذلك ناتج عن تأثيرات ومخلفات الحرب والنزاع المسلح ، وأضاف أن هذا الوضع يحفز البعثة للمضي قدما في تنفيذ مهمتها والعمل بجدية والاستعداد لمراقبة تنفيذ أية اتفاقية يتم التوصل إليها لوقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات معلنا في هذا أن دعم البعثة للجهود التي تبذلها الوساطة المشتركة في مفاوضات الدوحة من اجل إنجاح المفاوضات ، معربا عن أمله في أن يتحقق في هذا العام السلام الشامل ، واصفا العام الحالي بأنه عام مفصلي في تاريخ وحياة السودان ، وأردف المازني أن البعثة تأمل في أن يعمل الجميع من اجل إنهاء هذا النزاع ليفتح بها صفحة جديدة لإعادة البناء في دارفور
وأعلن المازني (لسونا) أن البعثة تتهيأ حاليا لاستقبال رئيسها الجديد البروفسير إبراهيم قمبارى النيجيري الجنسية واصفا إياه بأنه شخصية بارزة في عالم الدبلوماسية والسياسية الدولية حيث انه سبق له العمل كوزير للخارجية ببلاده بجانب توليه لمناصب عديدة بالأمم المتحدة من بينها مستشار للامين العام للأمم المتحدة للشئون الأفريقية ، مشيرا إلى انه يتمتع بخبرة ومصداقية كبيرين ، مضيفا أن البعثة تتفاءل بوصوله واستلامه لمهام عمله رئيسا للبعثة ، وخاصة أن البعثة قد قطعت أشواطا كبيرة في تنفيذ مهامها بدارفور وأعرب المازني عن أمله في أن يتمكن الرئيس الجديد لبعثة اليوناميد من أنفاذ ما تبقت من مهام ، وخاصة فيما يتعلق بإكمال انتشار البعثة حتى يتم تنفيذ الدور المنوط بها ، وتقوم بدورها الفاعل في تنفيذ أي اتفاق للسلام حسب التفويض بحسبانها أنها المعنية بالإشراف على تنفيذ أي اتفاق للسلام مجددا أمله أن يكون ذلك اليوم قريبا جدا وان يكون العام 2010م عاما للسلام الشامل والمصالحة الكاملة وتحقيق السلام والاستقرار بدارفور.
سونا