هيثم صديق

كمساري الغرام طقطق

[JUSTIFY]
كمساري الغرام طقطق

وميزة هذه البلاد أن من أراد أن يصير فيها شيئا صاره ولو لم يملك أدواته إلا الهلال أراد أن يصبح من الفائزين ببطولة خارجية فصعب عليه الأمر كما صعب على النعام الطيران، ويملك ما تملك الطير أجنحة ومناقير.

وعنا لي أن أصبح فنانا فإذا بصوتي لا يساعدني وصوتي في الانتخابات عارفو ما بمشي فقلت ليس أسهل من أصبح شاعر أغانٍ.

ولكن أكون مثل اسحق الحلنقي، فذاك يمكلك الموهبة ولن أصبح مثل محمد يوسف موسى، فإن كتابة أغنية مثل (فات الأوان) تفوت بالزول.

لكني ممكن أصبح مثل أندادي ناس أمجد حمزة وهيثم عباس وزكي جمعة، مين زكي جمعة ده؟

وكما يقرض الشعراء المداح أشعارا على أوزان أغاني الحقيبة والحبيبة، فلقد أردت أن أحاكي الأغاني الهابطة وشعبان عبد الرحيم وطلال الساتة يشهرني.

بدلا من حرامي القلوب تلب فكرت أن أكتب أغنية (كمساري الغرام طقطق وأنا في شماعة بص الوالي بتشعلق)

لكني في عجزي لمحاكاة العمالقة وجدت نفسي أكثر عجزا من أصل لمستوى بعض الأغنيات الواقعة في الواطاة بردلب.

إحدى الفنانات كانت قد أسرت لي أن معظم أغاني البنات الخفيفة بالدلوكة هي من ألفتها رغم أنها تؤدي أغنيات بكلمات مغفاة وجميلة لكن عندها هواية في قرض الكلمات المغفلة.

وكانت لنا هواية في أيام الجامعة أن نأتي بالأغاني ونسلبها شاعريتها لنكسوها من العادي

مثل (ولما لم أجد سلوى… نقول خطبت علوية) لا كسرت إبريقي والدن ولا كسرت سن الغزال

ولم تسلم منا أغنية حتى الود لوردي (كنا زمان نشيل الود… الله يلعن القضروف هسع)

ولا يخرج سهل الكلام إلا من هذه الفقاقيع لذلك كان أسهل الدروب لفقع المرارة وآخر ما سمعته أغنية جهادية على نسق جناي البريدو سمعتها من إذاعة، فقلت كما تقول جدتي (سمعانين وسلمانين)

وكان أحد الأصدقاء قد جاءني بقصيدة، وقال إنها لقصة حقيقية حدثت له مع شلة الجامعة لما طلبت المحبوبة فتة وزيادة شطة.

(قالتلو صلح الفتة وزيد لينا الشطة

اتنفشت ديك واتفزرت بطة)

فلما قلت له إنها أبيات تافهة ومبتذلة قال لي أمال عوم يا وز بصدرك لز بتاعة عمك اللحو شنو؟

وهناك أغنيات خادشة للحياء صراحة بعضها جعل ناس طه سليمان يتجرأون علينا لما قال إنه لا يغني مثل (البرتكان نهدك مدردم) رغم أن المحبوبة مولودة في جبل عرفات..

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي