هيثم صديق

فلترحل فرنسا عن فرنسا


[JUSTIFY]
فلترحل فرنسا عن فرنسا

في بداية التسعينيات من القرن المنصرم، بدأت باريس تضيّق على المسلمين، وتمنع فتياتهم لبس الحجاب، فأخرج الشاعر العراقي الكبير أحمد مطر قصيدة سماها (أنا الحجاب) وأهداها إلى فتيات ذاك الزمان اللاتي تحدين القرار، وجئن بالحجاب إلى مدارسهن، وقال أحمد مطر في قصيدته العلامة تلك في آخر بيت:

(فلترحل فرنسا عن فرنسا نفسها

إن كان يزعجها الحجاب)..

وباريس لم تتعلم أبدا منذ تلك الأزمان، بل وما قبل ذلك بزمان طويل حين قدم الجزائريون أهل (حياة بومدين) والإخوة (كواشي) وزين الدين زيدان مليون ونصف المليون شهيد.. وخلدهم نزار قباني في قصيدة اليازة:

الوحش يقتل ثائرا

والأرض تنبت ألف ثائر

يا كبرياء الجرح لو متنا

لحاربت المقابر

إنا دفعنا مهرها مليون ثائرة وثائر

ومن الدم المسفوح حنينا الأنامل والضفائر

و(شارلي ايبدو) لم تفهم حرية التعبير كما ينبغي.. ولا فهمت الإسلام..

أدخلت يدها في ما ليس لها وتجرأت على من لم يسلم أبدا من تجرأ عليه.

وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد دعا على أحد كفار قريش قبل الهجرة، فصادف أن جرح الكافر جرحا بسيطا، لكنه أقسم أن هذا الجرح قاتله بدعوة محمد، وقال (والله لو بصق علي لقتلني).

لن تعني حرية التعبير بحال من الأحوال أن تقدح في معتقدات غيرك فلقد نهى القرآن أن يسب المسلمين آلهة المشركين حتى لا يسب أولئك الله بغير علم..

وهاهي كوريا الشمالية تخيف الناس و(سوني) تمتنع عن بث فيلم (المقابلة) وتبثه وجلة، وهو الذي يسخر من رئيس كوريا الذي لا يسوى غرزة في نعل المعصوم (صلى الله عليه وسلم).

ليس للإسلام جيوش ولا لدولة مكانة تمنع صفيق من أن يتجرأ على حرمات الدين، لكن الإسلام يملك هؤلاء الذين يعرفون كيف ينتقمون له من عامة الشعب.

وكان أحد الجهلاء قد سب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في مجلسه.. فقام أحد الحاضرين ووضع وجه ذلك الرجل على الأرض حتى استغاث.. فقال الفاروق: لا يسود قوم ليس بينهم سفيه..

فليكن الإخوة الشهداء (كواشي) من أولئك السفهاء حتى تعي الصحف ما تكتب ويعي كل مدع ما يقول..

(إلا رسول الله).. قالتها نسيبة بنت كعب يوم أحد يوم حملت سيفها.. وقالتها حياة بومدين من بعد

وسيقولها الأحرار والحرائر في كل مكان وزمان لكل من تسول له نفسه أن يضع من قدر من رفع له الله ذكره.!!

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي