هيثم صديق

زير حرب


[JUSTIFY]يا لـ(جارسيا ماركيز) وتعابيره العجيبة، فبينما أنا أقرأ في بعض مؤلفاته استرعى انتباهي هذا الوصف الذي عنونت به مقالي هذا.. لما تحدث عن أحد الجنرالات في كلومبيا ممن عاش حربين أهليتين في شيخوخة القرن الـ(18) وطفولة القرن الـ(19).. منذ زمان المهلهل الزير سالم أصبح زير النساء منبوذا على الدوام في حين أن (زير الحرب) يصبح شيئا كبيرا ورقما صعبا رغم أن جرمه أشنع وأكبر..

كم زير حرب تعرفونه ويعرفكم في كل المنطقة الموبوءة بالحروب.. يلتقي فيها على الدوام كل شهيد بشهيد لم يمت في عبثية الموت لادعاء الشجاعة وسلخ جلد النمل وصناعة (المراكيب) منه.!!

وتأبى الكلمات إلا أن تمارس تهريجها.. لم تكتشف أنها مكونة من حروف محدودة.. قد يبدل قوم حنطة بحطة فيصبحوا من النادمين..

و(زير) الحرب سرعان ما يصبح (وزيرا) في حكومة سلام أو (انقلاب).. لكن حنينه لمعشوقته الحرب يبقى أكبر دوما.. إن لم يعد إليها أصبح كل حديثه عنها حنينا لأيامها.. متمنيا أن لو كان من نسختين استشهدت أحدها ليستمتع بالإطراء على نفسه الشهيدة..

ولأستاذنا عبد المنعم محمد أحمد قصيدة قالها في محنة أحد معارفه يصفه من ضمنها: ( يا أسخى من زير السبيل) وسخاء أزيار السبيل لا يدانيه سخاء حتى كدت أن أشكر زيرا أروى عطش كل سنوات دراستنا الثانوية بأن أشكره بـ(زير البر والإحسان) لولا أن أخذ منه الصفة بعض رجال اكتسبوا أموالهم بالحرب فأصبح النفر منهم (زير) حرب.. يقنع بها الرافض وللزير (نقّاع)..

وأتعجب أن لا تنعت امرأة بأنها زير رجال.. وقد كتبت ولادة بنت المستكفي على طرحتها كما درستنا وزارة التربية في أوج مراهقتنا وإرهاقنا و(أعطي قبلتي من يشتهيها).

كم زير حرب الآن في كل المنطقة لم يترك البندقية أبدا وإن لبس الملابس المدنية وخلع بزة العساكر وانفطم عن (بزة) إرضاع الجلالات والحماسات من لدن السيسي في مصر وحتى قوات النصرة وحزب الانتصار ومليشيا الأمصار وكتيبة الأمطار والذين في ليبيا يحتلون المطار..

إن زير النساء يتقلب في الزنا وزير الحرب يتقلب في الغنى.!!

و..

وصحت (البلفة)..

تشرب من كفوفنا لما تتكفى.!!
[/JUSTIFY]