إقالات
سنتحدث هنا عن إقالة السيد علي السيد من الحزب الاتحادي وتجميد السيد أبو سبيب.. والسيدان أبوسبيب وعلي يلدان السيد السمؤال.. وحزبهما ينجب المؤتمر الوطني في آخر (بطان).
للأسف يعمى الناس والأحزاب عن عيوبهم وينشغلون بعيوب الآخرين، فالأحزاب السودانية المعارضة هي الأشد هشاشة في كل المنطقة.. وأقوى منها الأحزاب المكونة من حل الحركات، فلا تجد في أحزابنا العجوزة يسارية ويمينية إلا بيروقراطية (حبل المهلة) متكئة على طول عمر زعاماتها في القيادة والحياة.
وجد الحوثيون- للأمر صلة- أنهم الأقوى في اليمن.. وأن غيرهم ينتظر منهم أن يتنازلوا هم له بدون أي تنافس، لذلك استولوا على السلطة في اليمن بالقطاعي، فبعد أن كانوا يحاربون كمتمردين جيش الحكومة في أعالي الجبال.. أصبحوا هم من يدير جيش الحكومة.. وغدا سوف يجعلون له قائدا منهم.
الحزب الحاكم في السودان عرف أن كل مطمع (قيادات) الأحزاب الأخرى هي أن تحكم (أحزابها) لا البلاد.. فساعدها على ذلك من كان تقربه يعني التفاف حزبه حوله قربه.. ومن كانت المعارضة تعني زيادة شعبيته يسر له المعارضة.. وكاد أن يعطي القيادات المسنة في الأحزاب الأخرى (مفاتيح) السجن يدخلونه متى احتاجوا لـ(شيرز) بالمعارضة.. أو أعطاهم وزارات (متنازل عنها) ودوائر انتخابية (ما عايزها) ليرضع بعض الشباب من ضرع البقرة عوضا عن حليب المعارضة (المجفف ومنزوع الدسم)..
لا يمر يوم إلا وأقالت الأحزاب من صفوفها فردا أو أعادته في متلازمة (الروتين الممل) وحبل المهلة يربط ويحل..
لربما لم ينفذ السمؤال توجيهات صدرت إليه.. لكن المقالون من الأحزاب يقالون بلا سبب وليلهم الطويل تسريه الأغنيات..
من غير سبب وأسباب
جافوني الأحباب
لو كانت العودة للأحزاب بعد الإقالة والاستقالة لا تتم إلا بما يتم به عودة الأزواج لزوجاتهم بعد طلاق الثلاثة لأنشئت أحزاب (تحلل) إن لم تكن قائمة الآن.
لو نزل السمؤال اليوم في دائرة انتخابية خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي لفاز باكتساح.. لأنهم عدوه وحسبوه بطلا بدون أن يروا أن الأحزاب التي يطلبون منها أن تسخن على الخط لتدخل بدلا عن المؤتمر الوطني الذي يطالبون بإخراجه.. ولهي أشد رخاوة وأقل تجربة وأبعد موهبة من أن تحكم بلد كالسودان تتعدد وجوهه وألسنته.. وتلك الأحزاب منغلقة على نفسها في بيوت وطوائف معينة..
لعاطف خيري:
أنا في سقالة الخوف
قدح البصيرة تقيل
[/JUSTIFY]