طب وصحة

الفطام .. تجربة قاسية على الأم وطفلها

تعتبر فترة الرضاعة الطبيعية من الأوقات الخاصة جدا والتى تربط بين الأم ورضيعها، حيث تمثل طريقة جوهرية لإطعام طفلك فى فترة الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل وذلك لأن لبن الأم هو أفضل طعام يمكن أن يقدم للطفل خلال فترة السنة الأولى.

ولكل أم تقوم بالرضاعة الطبيعية طريقة للفطام، حيث إن هناك أمهات تستمر فى إرضاع الطفل حتى يظهر رغبته فى الفطام وفى هذه الحالة تعتبر الأم محظوظة لأنها ستتجنب كل مشكلات عملية الفطام.

وهناك أمهات أخريات يرغبن فى فطام الطفل مبكرا وهذا قرار خاطىء لأنه يعود بعد ذلك بالمشكلات الصحية على كل من الأم والطفل معا.

هناك مفهوم خاطىء يكمن داخل عقل الكثير من الأمهات عن موضوع الفطام، فكثير منهن يعتقدن أن حدوث المشكلات التالية يعتبر سببا كافيا لاتخاذ قرار الفطام وتشمل هذه المشكلات ما يلى:
– الإصابة بالمرض.
– تعاطى بعض العلاجات.
– إجراء جراحة ما.
– العودة إلى العمل.

واعلمى عزيزتى الأم أن مرورك بهذه المشكلات لا يعتبر سببا كافيا لفطام طفلك وحرمانه من مدة الرضاعة الطبيعية التى أمر الله بها، وذلك لأن هذه العملية من أكثر التجارب التى يمكن أن تترك أثرا سلبيا فى حياة طفلك بعد ذلك، وحتى عندما يشتد ساعده وينضج يستمر هذا الأثر إلى ما لا نهاية.

ومن هنا يجب أن تأخذى هذا القرار بعد عمل الاستعدادات اللازمة لك ولطفلك حتى لا تفاجئينه بفطامه.

فى البداية يجب توضيح المعنى العلمى لعملية الفطام:
الفطام كلمة يمكن وصفها بالكثير من التعريفات وعملية غير ضارة أو سلبية إذا تمت بالطريقة الصحيحية، ومن التعريفات التى تعبر عنها:

1- الفطام لايعنى الحرمان أو الفقد إنما هو تغير العلاقة بين الأم وطفلها من شكل إلى شكل آخر.

2- الفطام أيضا تطور لنظام تغذية الطفل من الرضاعة إلى طريقة جديدة تستخدم عندما يشعر الطفل بالإشباع والاستعداد النفسى والجسدى للتغيير.

3- يحدث عند ظهور أنواع اخرى لإمداد الطفل بالرعاية والحب.

وبعد أن أوضحنا المعانى الصحيحة للفطام، نقدم لك عزيزتى الأم الموعد المناسب لتقومى به:

متى يمكنك فطام طفلك؟
– يظهر الوقت المناسب لفطام الطفل عندما تقل حاجته إلى الرضاعة، وعادة يكون الوقت المناسب عندما يبلغ الطفل تسعة أشهر.

– وأحيانا أخرى عندما يصل إلى عمر سنتين وهذا يتوقف على حالة الطفل النفسية والجسمانية.

– وهنا تصريح قدمته منظمة الصحة الكندية تعلن من خلاله أن الفترة الزمنية الأكثر أهمية والتى يكون الطفل بها فى حاجة ضرورية إلى الرضاعة الطبيعية وحدها، هى فىالأشهر الستة الأولى.

وبعدها يمكن للأم أن تعطى الطفل بعض الأطعمة الأخرى جنبا إلى جنب مع الرضاعة الطبيعية ويستمر هذا حتى مرور عام على ميلاده.

-أما منظمة الصحة العالمية فتوصى باستمرار الرضاعة الطبيعية لمدة عامين على الأقل.

ويجب أن تعلم الأم أن الفطام قرار شخصى، وباختصار عندما تكون العلاقة بين الأم وطفلها مؤهلة له فهذا يكون الوقت المناسب.

الفطام قبل مرور عام على ميلاد الطفل:
ربما توجد بعض الظروف الاجتماعية أو الصحية الخارجة عن إرادة الأم والتى تتطلب الفطام المبكر، كما أن هناك بعض الأطفال الذين يظهر لديهم استعداد مبكر له قبل مرور العام بالرغم من أن هذه الحالة لا تمثل الوضع الطبيعى.

أهمية استمرار الرضاعة الطبيعية بعد مرور العام الأول:
إذا كنت من اللاتى يمددن فترة الرضاعة الطبيعية عن عام، فهذا شىء جيد لك ولطفلك أيضا، واعلمى أن طول فترة الرضاعة عن عام لا يسبب أى ضرر أو آثار سلبية على الطفل، لأن هناك بعض المفاهيم الخاطئة التى تعتقد أن طول المدة يسبب إفسادا للطفل أو يجعل منه عالة متواكل على غيره.

وهناك بعض الأطفال يكونون فى حاجة إلى طول فترة الرضاعة عن غيرهم، وهناك العديد من الأبحاث التى أثبتت أن طول فترة الرضاعة لا يسبب ظهور مشكلة الاعتمادية والتواكل لدى الطفل.

إنما فى الحقيقة الرضاعة الطبيعية تساعد وتقوى الارتباط والعاطفة الإيجابية بينك وبين طفلك كراعية له، مما يجعل الطفل ينمو نموا صحيا ويقوى لديه الشعور بالأمان والاستقلالية.

كيف تفطمين طفلك بطرق صحية وآمنة:
الفطام هو عملية أو قرار يمكن أن تتخذه الأم وتكون هى صاحبة الخطوة الأولى فيه، كما يمكن أن يكون قرارا، الطفل هوصاحب الخطوة الأولى فيه.

متى يكون الطفل صاحب هذا القرار؟
يكون الطفل صاحب قرار الفطام عندما يمتنع عن الرضاعة ويصبح غير راغب أو مهتم بثدى أمه وذلك يحدث معها تضاؤلا تدريجيا فى مقدار اللبن الطبيعى فى الثدى.

متى تكون الأم هى صاحبة قرار الفطام؟
تكون الأم هى صاحبة هذا القرار وتكون هذه العملية أكثر يسرا عندما لا تكون الأم تحت ضغط نفسى وحينها يكون الفطام التدريجى هو أفضل وسيلة للأم والطفل على حد سواء.

هناك وجهين للفطام وهما:
– الوجه الأول هو المنع.
– الوجه الثانى هو الاستبدال.

عندما تقومى بمنع الرضاعة الطبيعية تدريجيا يجب عليك أن تقدمي لطفلك طعاما بديلا مناسبا لعمره أو أنواع أخرى من اللبن وأشكال أخرى من التغذية العاطفية.

يجب أن يكون الفطام من شخص إلى شخص وليس من شخص إلى شىء:

ماذا تعنى هذه العبارة؟
المعنى الذى يريد الخبراء توصيله لك هو أن تحاولي إراحة وإشباع طفلك عاطفيا عند الفطام، عن طريق منحه المزيد من الأحضان والتدليل الذى يعوضه عن الشعور بالدفء الذى كان يحصل عليه من خلال الرضاعة.

وذلك لأن الطفل فى هذه المرحلة يحدث له حرمان من الإحساس بالراحة التى كان يشعر بها على ثدى أمه حيث يجب أن تستبدلى هذا الإحساس بأشكال جديدة من التغذية العاطفية والمعنوية.

فمثلا، استمرى فى الإمساك بطفلك بالقرب من صدرك وتحدثي إليه عند إطعامه بالطعام البديل، أيضا يجب أن يكون للأب دور فى هذه المرحلة حيث يجب عليه إمداد الطفل بكثير من مشاعر الحب والحنان حتى لايكون التركيز على الأم وحدها.

افطمى طفلك بشكل تدريجى:
حاولى تجنب فطام طفلك عن طريق البعد عنه جسديا أو أن تنفصلى عنه وذلك بواسطة بعض الطرق الخاطئة مثل الهروب منه أو أخذ إجازة للبعد عنه، لأن الانفصال المفاجىء بين الأم وطفلها وبين الطفل وثدى أمه مرة واحدة بدون مقدمات يسبب الضغط النفسى والعصبى لطفلك.

وهنا بعض الخطوات الصحيحة للفطام التدريجى:

1- استبدلى لبن الأم بنوع واحد من الطعام مرة واحدة.

2- من الأسهل أن تبدئى بالتوقف عن إرضاع طفلك فى الفترات التى لايكون لديه بها رغبة ملحة للرضاعة وتستبدلينها بتقديم الطعام البديل.

فمثلا بدلا من الرضاعة الطبيعية فى منتصف فترة الصباح، يمكن أن تأخذى طفلك إلى الحديقة وتقرأى كتابا أو تعطيه وجبة خفيفة بالملعقة أو مشروبا صحيا بواسطة الكوب، وهذا لتهيئى طفلك لهذا النوع من الطعام وتلفتى انتباهه له.

3- بشكل تدريجى، يمكن استبدال الرضاعة بالطعام العادى فى وقت واحد حيث يجب أن تنتظرى بين قليل من الأيام إلى إسبوعين قبل استبدال وقت آخر للرضاعة لتسمحى لطفلك بالتعود على هذا التغير ولتمنعى نفسك من التعرض لزيادة اللبن فى ثدييك بشكل مفرط.

4- طريقة الفطام التى تتبع نظام (لاتعرضى ولا ترفضى) غالبا تكون أفضل لمعظم الأمهات والأطفال، وبشكل أساسى فهذا يعنى أنك لاتعرضين ثديك على طفلك لمرة واحدة فى وقت واحد.

ومع ذلك إذا كان طفلك لديه رغبة للرضاعة فى الفترة التى تريدين استبدالها له بطعام آخر لا ترفضى إرضاعه، لأن الفطام لايعنى منع طفلك عن الطعام إنما هو تحريره من هذه العادة.

5- حاولى أن تقللى الأوضاع التى تستثير طفلك للرضاعة، فمثلا لا تجلسى فى المكان حيث تعتادين إرضاعه به وبدلا من ذلك يمكن أن ترضعيه فى الأوقات التى تشعرين بشدة احتياجه للرضاعة خلال اليوم.

6- يجب توقع أن جلسات الرضاعة الطبيعية التى تكون فى فترة القيلولة أو الليل ستكون هى آخر الفترات التى يمكنك استبدالها بالطعام العادى لأنها كانت الأوقات الأساسية للرضاعة.

7- عندما يكون أحدكم مستعدا لإنهاء الرضاعة الطبيعية قبل ميعاد النوم، فيجب بالفعل أن يكون لك نظام قبل فترة النوم ويشمل ذلك القيام ببعض الأنشطة المهدئة للأعصاب مثل:
– قراءة قصص قبل النوم.
– تدليك ظهر الطفل.
– قيامك بغناء أغنية رقيقة له.
– إعطاؤه وجبة صحية وخفيفة.
– عمل حمام دافىء.
– تلبسيه بيجاما للنوم.

وذلك لأن عمل الكثير من التمرينات والممارسات المبكرة فى هذا الوقت تساعد طفلك على الاستعداد والتهييء للراحة.

8- من المفيد والجيد أن يقوم الأب بهذه الأنشطة المسائية حتى لايفكر الطفل فى الحصول على الرضاعة الطبيعية كما يقوى الاتصال بين الأب وابنه.

9- إذا قمت بالأنشطة السابقة ولاحظت أن طفلك مازال منزعجا يمكنك أن تستخدمى وسائل أخرى بشكل زائد لمنحه الراحة مثل:
– اللعب.
– القصص.
– الألعاب.
– الاغنيات.
– التنزه.
– الأشياء الخيالية.

لأن تنمية وسائل التسلية التفاعلية بدلا من الرضاعة الطبيعية ستعلم طفلك بمرور الوقت أن يشعر بالرضا بها ويفضلها كبديل للرضاعة.

كونى مستعدة للقيام بالرضاعة الطبيعية مرة أخرى إذا لاحظت على طفلك بعض السلوكيات وتشمل:
– نوبات الغضب الشديد.
– التذمر.
– الحزن.

وتظهر هذه التصرفات إذا قمت بالفطام بشكل سريع.كذلك يمكن أن يصاب الطفل بحالة من الرغبة في الرضاعة الطبيعية فى بعض الأحيان مرة أخرى فى مواقف معينة مثل:
– المرض.
– الغضب.
– المرور بتجربة جديدة.

وفى هذه الأوقات يلجأ الطفل إلى الرضاعة للحصول على الراحة النفسية.

ما نوعية الطعام الذى يجب أن تستبدلى الرضاعة به؟
– يجب أن يكون مهروسا ومصفى بمصفاة للتأكد من كونه ناعم القوام ليسهل على الطفل بلعه.
– يجب أن نبدأ بأطعمة ناعمة جدا معتدلة النكهة خالية من أى تكتلات.
– يجب أن يقدر الطفل على مص هذا الطعام من الملعقة.
– لا يجب أن تكون الأطعمة شديدة السخونة حتى لا تسبب له إلتهابات بالحلق والفم.
– الأرز من أفضل الأطعمة كى نبدأ بها.
– استخدمى ملعقة صغيرة الحجم وليست عميقة حتى يسهل على الطفل تناول الطعام من خلالها.
– فى البداية يمكن أن يقوم الطفل ببصق الطعام لكن لا تقلقى حتى يعتاد على النكهة الجديدة له.
– فى البداية عليك أن تختارى وقتا لايكون الطفل فيه شاعرا بجوع أو إرهاق شديد لتقدمى له الطعام.
– أيضا يجب أن يكون لديك استعداد لحدوث فوضى أثناء إطعامه حيث يمكن أن يبعثر الطعام على نفسه أو على الأرض لذلك عليك التحلى بالصبر.
– احذرى أن تتركى طفلك وحده أثناء تناول طعامه حتى لا يتعرض للاختناق أو وضع الطعام فى عينيه أو أنفه.
– من المفيد أن تخلطى اللبن مع بعض الخضروات المهروسة والمصفاه وهذا سيجذب شهية طفلك.
– يمكن أن تحتفظى بالخضروات المهروسة والفواكه المهروسة فى المجمد بالثلاجة.
– يجب تدفئة الطعام قبل أن يتناوله الطفل.

كيف اتأكد أن طفلى يحصل على نظام غذائى متوازن؟

كل يوم منذ الشهور الستة الأولى سيحتاج طفلك إلى أنواع مختلفة من الأطعمة وتشمل الآتى:
– خبز،حبوب،بطاطس.
– فواكه وخضروات.
– اللبن ومنتجاته.
– لحوم وأسماك وما يضاهيها من الحبوب مثل البازلاء والبقول والعدس.

الأطعمة التى يجب تجنبها خلال الست شهور الأولى:
– لبن البقر لا يجب أن يأخذه الطفل إلا بعد إتمام السنة الأولى.
– المكسرات محظورة خلال السنوات الأولى من عمر الطفل.
– عصائر الفواكه الغير مخففه والمشروبات الغازية.
– كما أن الأغذية التى تحتوى على كميات كبيرة من السكر سوف تؤذى أسنان الطفل.
– العسل المركز يمكن أن يحتوى على مكونات لايستطيع الطفل هضمها، وهناك نوع من العسل المجهز مخصوص للأطفال يمكن استخدامه.
– عليك الاحتراس من البيض حيث يجب أن يكون كلا من الصفار والبياض تم سلقهم حتى يتخذوا الوضع الصلب المتماسك.

بعض التعليمات عند إعداد طعام الطفل:
– لا تضيفى الملح له.
– تجنبى الأطعمة الجاهزة لاحتوائها على الملح أو السكر أو المواد الحافظة والألوان الصناعية.
– يجب استخدام الفواكه أو الخضروات الطازجة

مصراوي